اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 289
ربما كان من أقساها عليه إقذاع صديقه المازني في نقده، وإقرار صديقه العقاد لهذا النقد، بنشره في كتاب الديوان الذي أصدراه معًا، والذي اتهم فيه شكري بالجنون، وسمي صنم الألاعيب، ونصح بالانصراف عن التأليف ليريح أعصابه المختلة، ويريح القراء من جهوده العقيمة[1]!!
كذلك كان من أسباب انحسار هذا الاتجاه -ومن مظاهره أيضًا- انصراف المازني عن الشعر، منذ أصدر ديوانه الثاني سنة 1917، فقد اتجه إلى الصحافة، وآثر القصة والمقال من بين فنون الأدب، حيث لم يعد يرى الشعر كافيًا لسد حاجاته أولًا، ولا للتعبير الطليق عما يريد أن يعالج من شئون الحياة ثانيًا، وقد حول تأملاته وذهنياته الشعرية، إلى لون من السخرية الواعية، أجاد استخدامه فيما كان يكتب من مقالات اجتماعية، ومن قصص أو صور قلمية[2].
وهكذا بقي العقاد وحده من زعماء الاتجاه التجديدي الذهني يواصل كتابة الشعر، ولكنه لم يجعل الشعر همه أو فنه الأدبي الأول، بل انصرف هو الآخر إلى الصحافة والكتابة السياسية أولًا، ثم إلى التأليف الأدبي والإسلامي أخيرًا، حتى اعتبر في طليعة الكتاب السياسيين في أوائل هذه الفترة، ثم اشتهر كعلم من أعلام الكتابة الأدبية والإسلامية في آخريات تلك السنوات[3]. [1] انظر: الديوان جـ1 ص48 وما بعدها، وجـ2 ص85 وما بعدها.
هذا وقد نشر شكري بعد فترة من توقفه عددًا من القصائد المتفرقة حين كان يلح عليه خاطرًا، أو فكرة وحين كان يتغلب طبعه الأدبي على تأزمه النفسي، فقد نشر قصيدة الطفل في الهلال في أغسطس سنة 1932، ثم نشر عدة قصائد في سنتي 1935 و 1936 بالرسالة والمقتطف، والمجلة الجديدة، ثم عاد فنشر بعض القصائد في سنة 1949.
انظر: مقدمة ديوان عبد الرحمن شكري بقلم نقولا يوسف ص10-11. [2] انظر: أدب المازني للدكتورة نعمات فؤاد ص113-114، ومحاضرات عن إبراهيم المازني للدكتور محمد مندور ص41. [3] انظر: مع العقاد لشوقي ضيف ص38-51. وانظر: العقاد دراسة وتحية=
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 289