responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 280
وحين يُلغي مصطفى كمال الخلافة، يبكيها شوقي -قبل كل شيء- في حزن المسلم، الذي كان يرى فيها وسيلة تجميعن وتكتيل لقوى المسلمين، ومظهرًا من مظاهر عظمة الإسلام وجلاله، وفي ذلك يقول:
ضجت عليك مآذن ومنابر ... وبكت عليك ممالك ونواح
بكت الصلاة، وتلك فتنة عابث ... بالشرع عربيد القضاء وقاح
أفتى خزعبلة وقال ضلالة ... وأتى بكفر في البلاد صراح
إن الذين جرى عليهم فقهه ... خلقوا لفقه كتيبة وسلاح1
كما يتحدث أحمد محرم -كمسلم- عما لقيت الخلافة من خيانات بعض الزعامات العربية الطامعة، والمدفوعة بإغراءات الإنجليز وحيل الاستعمار، فيقول في قصيدة له في المناسبة نفسها:
وما نفع الخلافة حين تمسي ... حديث خرافة للهازلينا
ثوت تتجرع الآلام شتى ... على أيدي الدهاة الماكرينا
منعنا الظلم أن يطغى عليهم ... فخانونا وكانوا الظالمينا
نصاب لأجلهم ونصاب منهم ... فإن تعجب فذلك ما لقينا2
وحين تهب سوريا في ثورتها ضد الاحتلال الفرنسي سنة 1925، يسهم الشعراء المحافظون بشعرهم في المعركة، إلى جانب إخوانهم السوريين، حتى لنجد لشوقي وحده ثلاثة قصائد في هذه المناسبة، فهو أولًا يذيع قصيدته النونية المشهورة، مؤكدًا أخوة الإسلام والعروبة، والمأساة بين سوريا ومصر، فيقول:
قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا ... مشت على الرسم أحداث وأزمان
تغير المسجد المحزون واختلفت ... على المنابر أحرار وعبدان

1 الشوقيات جـ1 ص106-107.
2 ديوان محرم مخطوط "عن الاتجاهات الوطنية للدكتور محمد حسين جـ2 ص31".
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست