responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 140
امرؤ القيس، حين قال "قفا نبك"، فهذا هو حافظ إبراهيم يقول من قصيدة له في تهنئة الإمام محمد عبده بالإياب من الجزائر:
بكرا صاحبي قبل الإياب ... وقفا بي بعين شمس قفا بي1
ويقول أيضًا من قصيدة له في رثاء عثمان أباظة:
ردّا كئوسكما عن شبه مفؤود ... فليس ذلك يوم الراح والعود2
ويقول شوقي في قصيدة له في إسماعيل:
يا خليلي لا تذما لي الموت ... فإني من لا يرى العيش حمدا3
ومرات أخرى نرى الشعراء المحافظين يتحدثون، وكأنهم يعيشون في القرون الإسلامية الأولى، بل يرجعون إلى العصر الجاهلي، ويحيون في الصحراء بين الخيام والنخيل، ومع العيس والآرام، فهم يتحدثون عن أماكن فيذكرون وادي الغضا ونحوه، ويصفون حبيبة يعشقونها فيتصورون الظبا والمها، وهم يسافرون فيذكرون الركائب والرحال والجمال، ويتشوقون فيذكرون البرق الذي يلتمع من حيث يقيم الأحباب، ويدعون بأن يجود الغيث أماكن من إليهم يحنون. وعلى الجملة هم بخيالهم، وتصورهم يعيشون في ذاك العالم العربي القديم، الذي عاش فيه آباؤهم الأقدمون، وهم لا يزالون يتخذون من هذا العالم القديم عالمًا مثاليًّا أسطوريًّا، ينقلون عنه ويقتبسون منه، ويعبرون به عن العالم الجديد الذي فيه يعيشون، وقد يحس بعضهم أنه يُرمى بالتخلف والتقليد، فيترك الحديث عن وصف الناقة مثلًا حين يفتتح قصيدة له بحديث رحلة توصله إلى الغرض من القصيدة، فيتحدث بدلًا من الناقة عن السفينة، كما فعل شوقي في قصيدته الهمزية، التي يقول في مطلعها:
هممت الفلك واحتواها الماء ... وحداها بمن تقل الرجاء4

1 ديوان حافظ جـ1 ص23.
2 المصدر السابق جـ2 ص23.
3 الشوقيات جـ1 ص123.
4 الشوقيات جـ1 ص1.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست