اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 139
إلى أن يتخلص إلى المدح بقوله:
وما هاجني إلا الجمال مع الصبا ... ودل الغواني والغزل المشنف
على أنه لا مرتجى غير قادم ... عليه من العلياء برد مفوف1
وأحيانًا أخرى نرى الشعراء المحافظين يصفون الأطلال، ويتحدثون عن الرسوم والديار، كما يفعل القدماء, ومن أمثلة ذلك قول الكاشف:
ديار أحبائي عليك سلاميا ... بعهدك أدعو لو سمعت دعائيًا
وهل تسمع الدار المعطلة التي ... غدا رحبها من أهلها اليوم خاليًا
وصارت عفاءً غير ربع يلوح لي ... بأيدي البلى يستقبل الريح خاويًا
ويلقى الغوادي شاكيًا بأس وقعها ... وقد يشتكي الربع الضعيف الغواديا
ولكنن في أن تلبي لطامع ... عساني أدري أين ساروا عسانيا2
ومن ذلك أيضًا قول محرم:
أهذي ديار للقوم غيرها الدهر ... فعوجوا عليها نبكها أيها السفر
محا آيها مر العصور وكرها ... إذا مر عصر كر من بعده عصر
نسائلها: أين استقل قطينها ... وهل تنطق الدار المعطلة القفر3
بل منه كذلك قول شوقي:
أنادي الرسم لو ملك الجوابا ... وأفديه بدمعي لو أثابا
نثرت الدمع في الدمن البوالي ... كنظمي في كواعبها الشبابا
وقفت بها كما شاءت وشاءوا ... وقوفًا علم الصبر الذهابا
ومن شكر المناجم محسنات ... إذا التبر انجلى شكر الترابا4
ومرات نرى الشعراء المحافظين، يتوجهون بالخطاب في القصيدة إلى الصاحبين، تمامًا كما كان يفعل الشعراء الأقدمون، منذ استن لهم هذه السنة
1 ديوان نسيم جـ1 ص128-129.
2 ديوان الكاشف جـ1 ص88.
3 ديوان محرم جـ1 ص73.
4 الشوقيات جـ1 ص54.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 139