اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 119
ألا مطر الله الوزارة نقمةً ... ولا بلغت مما تروم مراما
تحاول أن تقضي علينا بإثمها ... ولكن ستلقى دون ذاك أثاما
وزارة خداع أقامته بيننا ... يد الحاكمين الآمين فقاما1
وأحمد محرم كثير التشهير بكبت الحريات، وضياع البلاد على يد المستعمرين ومخالبهم من الحكام غير الشرعيين، وهو لا يفتأ يدعو إلى الثورة وينادي بالكفاح من أجل الخلاص، ومن ذلك قوله:
يا أمة خاط الكرى أجفانها ... هبي فقد أودت بك الأحلام
هبي فما يحمي المحارم راقد ... والمرء يظلم غافلا ويضام
هبي فما يغني رقادك والعدا ... حول الحمى مستيقظون قيام
غنموا نفائسه وثم بقية ... ستنيلها أيديهم الأيام
عجبًا لهذا النيل كيف نعقه ... ويدوم منه البر والإكرام2
وقوله بمناسبة صدور قانون المطبوعات:
صبوا المداد وحطموا الأقلاما ... واطووا الصحائف وانزعوا الأفهاما
أيسوس ريب الدهر منه أمة ... تبغي حياة المجد أم أنعاما3
أما الطائفة الثانيةن فقد كان يمثلها شوقي وحافظ، بكل أسف.. أما شوقي فقد كان موقفه يتشكل -غالبًا- بموقف القصر[4]، باعتباره من كبار موظفيه الذين يؤثرون المحافظة على المنصب والحرص على الجاه، بالإضافة إلى ولائه لحكام القصر الذي تربطه بهم رابطة الدم، وتشده إليهم مآثر عديدة.
ومن هنا نراه -عادة- يهاجم الاحتلال في الوقت الذي يكون فيه القصر جريئًا على الاحتلال، ثم نراه -غالبًا- يسكت على جرائم المحتلين حين يكون القصر مذعورًا منهم، أو على وفاق معهم، ولذا يهاجم شوقي الإنجليز،
1 المصدر السابق ص64.
2 ديوان محرم جـ1 ص85.
3 المصدر السابق جـ2 ص47-48. [4] الاتجاهات الوطنية جـ1 ص195.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 119