responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي المؤلف : شوقي ضيف    الجزء : 1  صفحة : 114
كما نصنع في عاميتنا المصرية فنقول "النهاردا" بدلًا من هذا النهار. وتلقانا عندهم ذو الطائية التي تستخدم اسمًا موصولًا في مثالها المشهور "بئري ذو حفرت وذو طويت" أي الذي حفرت والذي طويت.
وهذه اللهجة بصفة عامة أقرب إلى عربية الجاهليين من اللهجتين اللحيانية والثمودية سواء في الضمائر واستخدام العدد أو في أسماء الأعلام وصيغ الفعل؛ فنحن لا نجد عندهم هفعل؛ بينما نجد الفعل المبني للمعلوم والمبني للمجهول، وهي تتشابه مع العربية الفصحى في تصريف الأفعال ومصادرها ففعّل مصدره تفعيل أو تفعلة وفاعل مصدره فعال أو مفاعلة وأفعل مصدره إفعال وانفعل مصدره انفعال وهلم جرًّا. ونراها تدخل تاء التأنيث على الكلمة للفرق بين المذكر والمؤنث، وتشيع فيها أدوات الجر المعروفة في العربية الفصيحة، وتعطف بالواو والفاء، وتنادى بها وبيا. والحروف جميعها هي نفس حروف عربيتنا عددًا، ويشيع تسهيل الهمزة فيها، وخاصة في أول الكلمة فعندهم ونس بدلًا من أنس وودم بدلًا من أدم. وكانت قبيلة هذيل تصنع نفس الصنيع فتقول وشاح بدلا من إشاح ومن ذلك أنهم يقولون واكل بدلًا من آكل على نحو ما نصنع في لهجاتنا العربية المعاصرة، وهم لا يدغمون الحرف الثاني مع الثالث في الأسماء المشتقة من الفعل المضاعف مثل ظن فيقولون أو يكتبون ظانن، بالضبط كما ننطق في عاميتنا مادد بدلًا من مادّ. ومن أفعالهم المنقوصة التي احتفظت بها العربية: شتى وبنى وأتى ونجا ورعى ودعا، ودائمًا لام الفعل الناقص عندهم ياء. ومن العبارات التي وردت فيها هذه الأفعال: "نجى من هسلطان" أي نجى من السلطان و"رعى هضأن" أي رعى الضأن و "هإبل" أي الإبل و"همعز" أي المعز و "هبقر" أي البقر. وفي نقش من نقوشهم "ورعى هإبل سنة مرق نبط جوذ" أي رعى الإبل سنة مرق النبط بهذا الوادي. ومعنى كلمة مرق في النفس مر، وهي تستخدم بنفس هذا المعنى في لهجاتنا المصرية. ومن آلهتهم رضا واللات ومناة وبعل وشيع هقوم أي: شيع القوم وهو إله مشهور عند النبط، قيل إنه لا يشرب الخمر وكذلك عابدوه.
ولو أنه جاءتنا نماذج طويلة من نقوش الصفويين وأبناء عمومتهم الثموديين

اسم الکتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي المؤلف : شوقي ضيف    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست