responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي المؤلف : شوقي ضيف    الجزء : 1  صفحة : 113
وذه وذات. ومن أسمائهم الموصولة من وما وذو المعروفة في لهجة طيء. ومن آلهتهم التي يرددون ذكرها بعل والعُزى ومناة وود وإلهة. ومن أسمائهم عبد ود وعبد شمس وعبد مناة وبعيث وعمر وطود. ومن ألفاظهم رب ويوم وبيت وحية وشيعة وحرة ورتاج وإيلاف وكبير وقديس وصانع ونحاس ووارث وعابد ومقدر منعم. وهم يكنون وينسبون على نحو ما نعرف في الفصحى، وأيضًا نجد عندهم التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع السالم والمكسر وهم يجمعون الذكور بالواو والنون والياء والنون كما يجمعون الإناث بالألف والتاء. ومن أدوات الجر والإضافة عندهم الباء واللام وفي ومن ومع وقبل وبعد وتحت ولدى وخلف، ونراهم ينفون بلا.
أما اللهجة الصفوية؛ فقد نسبت إلى جبل الصفاة القائم في شرق حوران ببادية الشام، ولم توجد النقوش به؛ وإنما وجدت في الحرة الواقعة بينه وبين حوران، ولم ينسبها علماء الساميات إليها بحيث يقولون النقوش الحرية مخافة اللبس لأن الجزيرة العربية تمتلئ بحرات كثيرة؛ لذلك رأوا نسبتها إلى الجبل المذكور، واتخذوه علمًا عليها، وقد عثروا على نقوش منها في مواضع أخرى كالحرة الواقعة في جنوبي دمشق والصالحية على الفرات. وواضح أنها لا تنسب إلى قوم بأعيانهم أو إلى أمكنة بعينها؛ إنما هي تسمية اصطلاحية. وخطها مشتق من الخط المسند الجنوبي كاللهجتين السابقتين؛ ولذلك يصادف العلماء فيه نفس الصعوبات التي أشرنا إليها، ومما يزيدها صعوبة أن رسوم حروفها تتشابه؛ فالباء تشبه الظاء والخاء تشبه التاء وكذلك تشبه اللام والنون والهاء والصاد، وقد يبدأ الكاتب من اليمين إلى اليسار وقد يعكس الاتجاه فيبدأ من اليسار إلى اليمين.
ونقوشهم قصيرة وشخصية، وقد يضمنونها وثائق أو أدعية للآلهة، وقد يذكرون تاريخ نقشها فيؤرخونه بتاريخ بُصرى أو ببعض حروب النبط والروم. وهي تسبق الميلاد وتمتد بعده قرونًا. ونرى أداة التعريف الشائعة عندهم الهاء، وقد وردت عندهم أسماء قليلة معرفة بالألف واللام مثل الأوس والعبد. وتشيع عندهم إضافة المنعوت إلى النعت على شاكلة الحبشية والعبرية المتأخرة وبعض اللهجات الجاهلية، فيقولون مثلًا "جبل الأحمر" بدلًا من الجبل الأحمر، ويتبع اسم الإشارة المشار إليه ولا يتقدمه فيقولون أو يكتبون "جو، ذ" أي هذا الوادي، بالضبط.

اسم الکتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي المؤلف : شوقي ضيف    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست