اسم الکتاب : بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة المؤلف : الصعيدي، عبد المتعال الجزء : 1 صفحة : 128
وغير مفيدة أخرى مشهور[1]، وقد تعرض له الشيخ عبد القاهر، وغيره.
وقال الشيخ[2]: كلمة "كل" في النفي إن أُدخلت في حيزه بأن قُدم عليها لفظا؛ كقول أبي الطيب:
ما كل ما يتمنى المرء يُدركه3
وقول الآخر:
ما كل رأْي الفتى يدعو إلى رَشَد4
وقولنا: "ما جاء القوم كلهم، وما جاء كل القوم، ولم آخذ الدراهم كلها، ولم آخذ كل الدراهم"، أو تقديرا[5]؛ بأن قدمت على الفعل المنفي وأُعمل فيها؛ لأن العامل رتبته التقدم على المعمول، كقولك: "كل الدراهم لم آخذ" توجه النفي[6] إلى الشمول خاصة دون أصل الفعل، وأفاد الكلام ثبوته لبعض أو تعلقه[7] ببعض.
وإن أُخرجت من حيزه بأن قدمت عليه لفظا ولم تكن معمولة للفعل المنفي؛ توجه النفي إلى أصل الفعل، وعم ما أضيف إليه "كل" كقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال له [1] فهو مسلم في ذاته، ولم يرد الخطيب بما سبق إلا إبطال توجيه ابن مالك له؛ لأنه يرجع في الحقيقة إلى أصل الوضع، لا إلى تلك التكلفات المنطقية السابقة. [2] دلائل الإعجاز ص186.
3 هو لأحمد بن الحسين المعروف بأبي الطيب المتنبي من قوله "من البسيط":
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
والمشهور رواية "كل" بالرفع، وقد جوّز ابن جني نصبها على الاشتغال.
4 هو لإسماعيل بن القاسم المعروف بأبي العتاهية من قوله "من البسيط":
ما كل رأي الفتى يدعو إلى رشد ... إذا بدا لك رأي مشكل فقف [5] معطوف على "لفظا". [6] هذا جواب "إن". [7] إفادة الثبوت فيما يكون "كل" فيه فاعلا في المعنى، وإفادة التعليق فيما يكون فيه مفعولا في المعنى.
اسم الکتاب : بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة المؤلف : الصعيدي، عبد المتعال الجزء : 1 صفحة : 128