responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوساطه بين المتنبي وخصومه ونقد شعره المؤلف : الجرجاني، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 210
وامتطى نعله الحضرمية الملسّنة؛ فما أرى بينها غيرَ ما ذكرت. وزعم أن قول أبي نواس:
نعزّي أميرَ المؤمنين محمداً ... على خير ميْتٍ غيّبته المقابرُ
وإنّ أميرَ المؤمنين محمداً ... لَرابِطُ جأش للخُطوب وصابرُ
من قول موسى شهَوات:
بكتِ المنابرُ يوم مات وإنما ... أبكى المنابرَ فقدُ فارسهنّه
لما علاهنّ الوليدُ خليفةً ... قلن: ابنُه ونظيرُه فسكنّه
وهذا أعجبُ من الأول؛ لأنهما لم يتشابها في لفظ ولا معنى، وأكثر ما فيها أن كل واحد منهما عزّى خليفة عن أبيه ومدَحه، فإن كان هذا سرقة فالكلامُ كله سرقة؛ وإنما الذي يقاربُ قولَ موسى قول محمد بن عبد الملك يرثي المعتصم ويمدح الواثق:
لن يجبرَ الله أمةً فقدتْ ... مثلَك إلا بمثلِ هارون
لأنه جعل انجبارَ الأمة بعد الوهن الشديد بهارون كسُكون المنابر بالوليد بعد البُكاء على أبيه؛ وهذا أخذٌ لطيف. وقد زعم أن قوله:
حبا رياب جَلهَتي ملحوبِ ... فالقُطبيّات الى الذَّنوب
من قول عبيد:
أقْفرَ من أهْله ملحوب ... فالقُطبيّاتُ فالذَّنوبُ
وهذه أسماءُ مواضع لا معنى للسّرقة فيها، ولو كان الجمع بينها سرقة لكان إفرادها كذلك، فكان يحرم على الشاعر أن يذكرَ شيئاً من بلاد العرب. وأن قوله في الخمر:

اسم الکتاب : الوساطه بين المتنبي وخصومه ونقد شعره المؤلف : الجرجاني، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست