الأشياء إليها، وجملة القول إنها ما كانت تستطيع أن تتصور إلا أن الله خلقها لتكون طفلة لاهية لاعبة في جميع أطوار حياتها، وأنه ما خلقني إلا لأكون زينة مجلسها، ودمية[1] قصرها، وأداة لهوها ولعبها، فلا أقرأ ولا أكتب، ولا أعطي نفسي حقًّا من حقوقها ولا أبكر لمزاولة أعمالي ولا أسأم أحاديثها الطويلة المملة التي لا تشتمل إلا على نقد الأزياء، واغتياب النساء، فإن وافيت رغبتها فذاك، وإلا استحالت في لحظة واحدة من إنسان ناطق إلى وحش مفترس، فلا تعرف كلمة مؤلمة لا تسمعنيها ولا تترك وسيلة من وسائل التنغيص لا تهجم بها عليَّ، فكنت بين ألم رضاها وعذاب غضبها في شقاء حبب إلي الموت وبغض إلى وجه الحياة، وبعد فقد رأيت أن العيش معها مستحيل فلم أرى بُدًّا من فراقها ففارقتها، وما على وجه الأرض شيء أبغض إلي من المجد ولا أسمج في نظري من المال، قلت ولكنني لا أزال أراك حزينا بعد ذلك، قال نعم لأنني نفضت يدي من الزوجة الجاهلة، ورحت أفتش عن الزوجة المتعلمة وقلت ليكونن لي من الشأن في الزواج الثاني ما لم يكن لي في الزواج الأول بعد ما صار إلي الخيار، وبعد [1] الدمية: الصورة المصورة.