responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النظرات المؤلف : المنفلوطي، مصطفى لطفي    الجزء : 1  صفحة : 87
الشريفة والأخلاق العالية، وقلت في نفسي إن مدارسنا على ما تشتمل عليه دروسها من قواعد الحكمة وأصول التربية وفنون الآداب لتعجز عن أن تخرج للناس رجالًا يستطيعون أن يساجلوا هؤلاء القوم في أخلاقهم وفضائلهم، وأردت على ذكر المدارس أن أعرف مناهج التعليم عندهم فقلت للشيخ: هل لك أن تُزيرني مدرسة من مدارسكم، فعجب لسؤالي وقال ما المدرسة، فكان عجبي لجوابه أكثر من عجبه لسؤالي، وقلت المدرسة مكان محدود يجتمع فيه صغار يتعلمون، وكبار يعلمون، قال ما الذي يتعلمه الصغار من الكبار، قلت ما يصلح شأنهم وينفعهم في معاشهم ومعادهم، قال: وأي حاجة بنا إلى مثل هذا المجمع الحاشد في مثل هذا المكان المحدود، إننا يا سيدي أرحم بأبنائنا من أن نكل أمرهم إلى غيرنا فنحن الذين نتولى هذا الشأن منهم، فلا مدارس عندنا غير المصانع والمزارع نعلمهم فيها كيف يرمون البذور، وكيف يستنبتونها، وكيف يصنعون آلات الزراعة وكيف يستعملونها، وفيها نعلمهم كيف يبنون منازلهم وينسحبون ملابسهم ويُعدُّون عددهم، وإنا لا نعرف علمًا غير العمل، ولا نعرف من العمل غير ما نحفظ به قِوام حياتنا، ونستعين به على عبادة ربنا، قلت ألكم حاكم يتولى أموركم، قال لنا حكمَ لا حاكم

اسم الکتاب : النظرات المؤلف : المنفلوطي، مصطفى لطفي    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست