responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النظرات المؤلف : المنفلوطي، مصطفى لطفي    الجزء : 1  صفحة : 186
حيث كونه وسيلة من وسائل العيش لما جرى على تلك القاعدة الفاسدة "الشهادة بلا علم خير من العلم بلا شهادة"، ولو أنه رباه على الاستقلال الذاتي وعلمه أن الشرف في هذه الحياة على قدر ما يبذل الإنسان من الجهد في خدمة الأمة أو المجتمع سواء أكان في قصر الملك أم في دار الوزارة، وفي حانوت التجارة، أم في معمل الصناعة، لما أكبر مناصب الحكومة هذا الإكبار ولا احتفل بها احتفال من لا يرى للحياة معنى بدونها، ولو أنه نفث في روعه روح الشجاعة النفسية وعوده الصبر والجلد في مواقف الشدة والبلاء لما جزع هذا الجزع الفاضح ولا جن هذا الجنون الذي خيل إليه أن عذاب النزع أهون من عذاب الهم.
الوالد والأستاذ والمجتمع في مصر عون على الناشئ المتعلم وآفة على عقله وأخلاقه وآدابه.
أما الوالد فإنه يقول له وهو ذاهب به إلى المدرسة: ستكون غدا يا بني حاكما كهذا الحاكم ووزيرا كهذا الوزير، وكلما أراد أن يحثه على الاجتهاد في طلب العلم ويخوفه عاقبة الخيبة في الامتحان صور له المستقبل المجرد من الوظيفة أقبح تصوير وأشنعه، وربما أشار عليه بالانتحار من طرف خفي فيقول له: إذا لم تنجح في الامتحان فموتك أفضل من حياتك، وأما الأستاذ فإنه يضرب

اسم الکتاب : النظرات المؤلف : المنفلوطي، مصطفى لطفي    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست