وعاداتهم فإن كان لا بد لنا من الدعوة إلى إصلاحها فلندع إلى ذلك باسم المدنية الشرقية، لا باسم المدنية الغربية.
إن دعوناهم إلى الحضارة فلنضرب لهم مثلا بحضارة بغداد وقرطبة وثيبة وفينيقيا لا بباريس ورومة وسويسرة ونيويورك، وإن دعوناهم إلى مكرمة فلنتل عليهم آيات الكتب المنزلة وأقوال أنبياء الشرق وحكمائه لا آيات رُسو وباكون ونيوتن وسبنسر، وإن دعوناهم إلى حرب ففي تاريخ خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وموسى بن نصير وصلاح الدين ما يغنينا عن تاريخ نابليون وولنجتون وواشنطون ونلسن وبلوخر، وفي وقائع القادسية وعمورية وأفريقية والحروب الصليبية ما يغنينا عن وقائع واترلو وترافلغار وأوسترليتز والسبعين.
إن عارا على التاريخ المصري أن يعرف المسلم الشرقي في مصر من تاريخ بونابرت ما لا يعرف من تاريخ عمرو بن العاص، ويحفظ من تاريخ الجمهورية الفرنسية، ما لا يحفظ من تاريخ الرسالة المحمدية، ومن مبادئ ديكارت وأبحاث درون ما لا يحفظ من حكم الغزالي وأبحاث ابن رشد، ويروى من الشعر لشكسبير وهوجو ما لا يروى للمتنبي والمعري.
لا مانع من أن يعرب لنا المعربون المفيد النافع من مؤلفات