الأرن[1]، فإذا سمع صفير الصافر مات وجلا، وإذا رأى غير شيء ظنه رجلا.
يريد أن يقلده في السياحة فلا يزال يترقب فصل الصيف ترقب الأرض الميتة فصل الربيع, حتى إذا حان حينه طار إلى مدن أوربا طيران حمام الزاجل لا يبصر شيئا مما حوله، ولا يلوي على شيء مما وراءه، حتى يقع على مجامع اللهو ومكامن الفجور وملاعب القمار، وهناك يبذل من عقله وماله ما يعود من بعده فقير الرأس والجيب، لا يملك من الأول ما يقوده إلى طريق السفينة التي تحمله في أوبته، ولا من الثاني أكثر من الجعالة التي يجتعلها منه صاحب الجريدة ليكتب له بين حوادث صحيفته، حادثة عودته، موشاة بجمل الإجلال والاحترام، مطرزة بوشائع الإكرام والإعظام.
يريد أن يقلده في العلم فلا يعرف منه إلا كلمات يرددها بين شدقيه ترديدا لا يلجأ فيه إلى ركن من العلم وثيق، ولا يعتصم به من جهل شائن.
يريد أن يقلده في الإحسان والبر فيترك جيرانه وجاراته يطوون حنايا الضلوع على أمعاء تلتهب فيها نار الجوع التهابا حتى [1] الأرن النشط.