responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النظرات المؤلف : المنفلوطي، مصطفى لطفي    الجزء : 1  صفحة : 157
أجله وتدنيه من مهوى سحيق يقبر فيه قبرا لا حياة له من بعده إلى يوم يبعثون.
لا يستطيع المصري وهو ذلك الضعيف المستسلم أن يكون من المدنية الغربية إن داناها إلا كالغربال من دقيق الخبز يمسك خشاره، ويفلت لبابه، أو الراووق[1] من الخمر يحتفظ بعقاره، ويستهين برحيقه، فخير له أن يتجنبها وأن يفر منها فرار السليم من الأجرب.
يريد المصري أن يقلد الغربي في نشاطه وخفته فلا ينشط إلا في غدوته وروحته، وقعدته وقومته، فإذا جد الجد وأراد نفسه على أن يعمل عملا من الأعمال المحتاجة إلى قليل من الصبر والجلد دب الملل إلى نفسه دبيب الصهباء في الأعضاء، والكرى بين أهداب الجفون.
يريد أن يقلده في رفاهيته، ونعمته فلا يفهم منهما إلا أن الأولى التأنث في الحركات، والثانية الاختلاف إلى الحانات.
يريد أن يقلده في الوطنية فلا يأخذ منها إلا نعيقها ونعيبها وضجيجها وصفيرها، فإذا قيل له هذه المقدمات فأين النتائج أسلم رجليه إلى الرياح الأربع واستن في فراره استنان المهر

[1] الراووق المصفاة.
اسم الکتاب : النظرات المؤلف : المنفلوطي، مصطفى لطفي    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست