responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنهاج الواضح للبلاغة المؤلف : حامد عونى    الجزء : 1  صفحة : 169
التوجيه ويسمى "الإيهام": وهو أن يؤتى بكلام يحتمل على السواء معنيين متباينين، أو مضادين كهجاء ومديح ليصل القائل إلى غرضه بما لا يؤخذ عليه. مثاله ما حكي عن محمد بن حزم: أنه هنأ الحسن بن سهل مع من هنأ بتزويج ابنته "بوران" للخليفة المأمون، فأثابهم وحرمه، فكتب إليه يقول: إن أنت تماديت في حرماني قلت فيك بيتًا لا يعرف أمدح هو أو هجاء؟ فاستحضره وسأله عما كان منه فأقر، فقال الحسن: لا أعطيك، أوتفعل؟ فقال ابن حزم:
بارك الله للحسن ... ولبوران في الختن
يا إمام الهدى ظفر ... ت ولكن ببنت من؟
فلم يدر "ببنت من" في العظمة وعلو الشأن، أم في الدناءة والضعة، فاستحسن الحسن منه ذلك، وسأله: أمن مبتكراتك؟ فقال: لا، بل نقلته من شعر بشار بن برد، وكان كثير العبث بهذا النوع.
ومما يروى عنه في ذلك: أنه كلف خياطًا أعور العين يسمى "عمرًا" أن يخيط له قباء فقال له الخياط مازحًا: لأخيطنه, فلا تدري أهو جبة أم قباء؟ فقال له بشار: إذًا أنظم فيك شعرًا، لا يدري من سمعه: أدعوت لك أم عليك؟ فلما خاطه له على الصورة التي وعده بها, قال بشار:
خاط لي عمرو قباء ... ليت عينيه سواء1
قل لمن يعرف هذا ... أمديح أم هجاء
هكذا أخفى الشاعر مراده فلم يدر: أطلب أن تسوى العوراء بالصحيحة, فيكون دعاء له بالإبصار الكامل أم طلب أن تسوى الصحيحة بالعوراء, فيكون دعاء عليه بالعمى الكامل؟
8- الاقتباس:
هو أن يضمن الكلام -نثرًا كان أو نظمًا- شيئًا من القرآن أو الحديث، لا على أنه منه، ويحسن أن يمهد للمقتبس، بحيث يكون مندمجًا

1 روي أن اسم الخياط "زيد", والقباء بفتح القاف: ضرب من الثياب.
اسم الکتاب : المنهاج الواضح للبلاغة المؤلف : حامد عونى    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست