اسم الکتاب : المنهاج الواضح للبلاغة المؤلف : حامد عونى الجزء : 1 صفحة : 138
كان هذا المآل مظنونًا؛ لاحتمال أن يقوم حائل دون الاختمار، والقرينة على أن المراد العنب لفظ "الخمر" لأنها عصير والعصير لا يعصر، ومثل قوله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} أي: بطفل يئول إلى غلام. والثاني قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} يريد: إنك سوف تموت، وإنهم سوف يموتون, فالتعبير "بميت" مجاز مرسل علاقته اعتبار ما يكون أي: ما سيئول إليه حالهم من المصير المحتوم، والقرينة على التجوز مقام الخطاب؛ لأن من مات فعلا لا يخاطب.
12- المجاورة: أن يكون الشيء مجاورًا لآخر في مكانه كإطلاق "الراوية" على القربة في قولك: "خلت الراوية من الماء" تريد: القربة، ومعنى الراوية في الأصل "الدابة" التي يستقى عليها, فالراوية حينئذ مجاز مرسل علاقته المجاورة؛ لمجاورة الدابة للقربة عند حملها, والقرينة لفظ "خلت" لأن الذي يخلو من الماء هو الوعاء, لا الحيوان. ومما علاقته المجاورة إطلاق العلم على الظن، أو العكس لتقاربهما في المعنى فهما متجاوران.
13- البدلية: وهو أن يكون الشيء بدلًا عن آخر, كإطلاق القضاء على الأداء في قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ} يريد: "فإذا أديتم"؛ لأن الإتيان بالصلاة في وقتها يسمى أداء لا قضاء, فالتعبير بالقضاء بدلا عن الأداء مجاز مرسل علاقته "البدلية" والقرينة مقام الخطاب؛ إذ إن الخطاب مع من يوفون الصلاة في أوقاتها, ومثل هذا يسمى عندهم أداء.
14- المبدلية: وهي أن يكون الشيء مبدلًا عنه آخر, كإطلاق الدم على الدية في قول شاعر يتبرم بعشرة زوجه ويتوعدها بالزواج عليها:
أكلت دمًا إن لم أرعك بضرة ... بعيدة مهوى القرط طيبة النشر1
يريد: أكلت "دية", ففي قوله: "دما" مجاز مرسل علاقته "المبدلية"
1 راعه: أخافه، والضرة بفتح الضاد: إحدى الزوجتين أو الزوجات، والقرط: ما يعلق في شحمة الأذن، وبعيدة مهوى القرط: كناية عن طول عنقها.
اسم الکتاب : المنهاج الواضح للبلاغة المؤلف : حامد عونى الجزء : 1 صفحة : 138