الباب التاسع في
شكوى الزَّمان والحال
وما يجري مجراها في التسلية
قال عبد الله بن المعتز العباسي:
حمداً لربِّي وذمّاً للزمانِ فما ... أقلَّ في هذهِ الدُّنيا مسرَّاتي
لوتْ يديْ أملي عن كلِّ مطّلبٍ ... وأغلقتْ بابها من دون حاجاتي
وقال أيضاً:
لقدْ حبَّبَ الموتُ البقاءَ الذي أرى ... فيا حسداً منِّي لمن سكنَ القبرا
وقال أيضاً:
مَن يذودُ الهمومَ من مكروب ... مستكينٍ لحادثاتِ الخطوبِ
فهو في جفوة المقادير لا يأ ... خذ يوماً من دولةٍ بنصيبِ
خادمٌ للمنى قد استعبدتهُ ... بمطالٍ وخلفِ وعدٍ كذوبِ
قلْ لدنيايَ قد تمكَّنتِ منِّي ... فافعلي ما أردتِ أن تفعلي بي
واخرقي كيف شئتِ خرق جهولٍ ... إنَّ عندي لك اصطبارَ لبيبِ
وقال الوزير المهلبي:
ألا موتٌ يُباعُ فأشتريهِ ... فهذا عيشُ من لا خيرَ فيهِ
ألا رحمَ المهيمنُ نفس حرٍّ ... تصدَّقَ بالوفاةِ على أخيهِ
وقال أيضاً: