اسم الکتاب : المعاني الكبير في أبيات المعاني المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة الجزء : 1 صفحة : 342
محدرجُ العينِ كأنّ خطْمه ... في الرأسِ صدعاً سية خفيّانِ
السية ما انحنى من القوس شبه فاه بصدع في سية، وقال ذو الرمة:
أشداقها كصدوع النبع في قلل
وقوله أسك ما يسمع الأصوات فيه قولان أحدهما أنه أراد بما معنى الذي أي أسك الذي يسمع الأصوات والذي يسمع الأصوات أذنه وكأنه قال أسك الأذن مصلوم، والآخر أنه يقال أن الظليم لا يسمع الأصوات ويكفيه الشم والاسترواح من السمع والمثل يضرب باسترواحه، قال:
أشم من هَيق وأهدي من جَمل
وقال الراجز:
وهو يشتم اشتمام الهَيق
وقال آخر:
وربدا يكفيها الشميمُ ومالَها ... سوى الربدِ من أنسٍ بتلك المجاهلِ
يقول لا تأنس بشيء من الوحش إلا بنعام مثلها.
وقال آخر:
وجاءَ كمثلِ الرأل يتبعُ أنفَه ... لعقبيْه من وقعِ الصخورِ قعاقعُ
وأحسب هذا البيت لبعض المحدثين، والرأل يشم ريح أبيه وأمه والسبع والإنسان من مكان بعيد، وأراد بقوله يتبع أنفه أنه يستروح الشيء فيتبع الرائحة كما قال الآخر في الذئب:
اسم الکتاب : المعاني الكبير في أبيات المعاني المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة الجزء : 1 صفحة : 342