اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 668
فيك لا أغير منه حرفا ولا أنقص منه شيئا فأنت تجيد حتى تصل إلى الإبداع وتضعف حتى تشرف على الابتذال، ولك أن تلومني ما شئت لأني لم أهدك إلى مواطن الضعف في أسلوبك فقد يئست من هدايتك لأنك كما يقول محب لأسلوبك كما هو مشغوف به على علاته ولا تريد أن تغيره ولا أن تصلح مواضع النقص فيه.
رسالة إلى ...
خطاب مجهل من طه إلى هيكل بعد الخلاف والقطيعة:
لست أدري كيف أدعوك! فقد كنت فيما مضى من الأيام أدعوك بالأخ العزيز والصديق الكريم، وأنا أخشى أن أسوءك وأن أسوء الحق إن دعوتك بهاتين الصفتين، إحداهما أو كلتيهما.
نعم؛ لست أدري كيف أدعوك! فلست أريد أن أسوءك ولست أريد أن أسوء الحق، فالحق يعلم أنك كنت لي أخا عزيزا صديقًا كريما ثم ألغيت الإخاء إلغاء ومحوت الصداقة محوًا.
وكنت أحبك أشد الحب وأترك على الناس جميعا وأوثرك على نفسي قل أو أوثرك على الناس, وكنت تحبني أشد الحب، وتؤثرني على الناس جميعا، وكان كل واحد منا حريصا من أجل ذلك على أن يعرف من أمر صاحبه كل شيء.
إنك لتفهم عني وإن لم أدعك وإني لأوجه إليك القول وإن لم تسمع دعائي، فأنت رجل تتحدث عنه الصحف فتكثر الحديث. وتروي أنباءه فتحسن رواية الأنباء، لا أعرف من أمرك إلا ما يعرفه كل قارئ للصحف، ولا ألقاك إلا حين تفرض علينا ظروف الحياة أن نلتقي في هذا الحفل أو ذاك.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 668