اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 667
أن يكون أسلوبي أسلوب الذين يدرسوا القانون والذين يرون أن تؤدى المعاني بألفاظ لا تزيد عليها ولا تضيق بها.
والذين لا يعنيهم لذلك بهرجة اللفظ وقد زادني حرصا على هذا الأسلوب أني رأيت مثله موضع الإطراء من طائفة كبار الكتاب والفلاسفة.
ولعل ميل العالم الحاضر إلى السرعة في كل شيء هو الذي عفا على الإطالة، فمل الاستماع إلى الأشخاص الذين يعجبون بالاستماع, لعل هذا الميل إلى السرعة هو الذي مال حتى بالأدب إلى أسلوب القانون وهو الذي جعل الذين درسوا القانون في فرنسا وفي مصر وفي كل أمة من الأمم يجددون في الأساليب كما يجدد فيها الذين توفروا على دراسة الأدب أو أكثر مما يجدد فيها هؤلاء في بعض الأحايين ولكني أعترف يا صديقي بأنك على حق حين آخذتني بأنني أسرع فيفوتني لذلك التحقق من بعض الشئون وأنك وقعت على هنة ما كان أن أقع فيها حين أردت أن أذكر الأوديسا فذكرت الإنياد.
من طه إلى هيكل:
فاخجل يا صديقي ما وسعك الخجل وادهش ما وسعك الدهش واغضب يا صديقي ما استطعت احتمال الغضب، فأنت كاتب بارع وأديب فذ كثير الإنتاج كأنك الجني. فيك إسراع إلى الحكم وفتور عن البحث ورغبة عن الاستقصاء تضطرك أحيانا إلى الخطأ وتصرفك أحيانا عن الحق، وفي أسلوبك الرائع البارع وبيانك الفائق الرائق شيء من الضعف يقربه أحيانا الابتذال، ويخيل إلي أن هذه الملاحظة وحدها هي التي آلمتك، فأذن لي في أن أصر عليها وألح فيها، وأذن لي في أن أصر أيضا على كل رأي
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 667