اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 639
على الوفد وكانت مقالاته غاية في القوة البيانية، ولكن هذا الكاتب الذي يعادي الوفد علانية في جريدة الأخبار هو نفسه الكاتب الذي يزور الأفكار كل صباح ويقدم إليها في تأييد الوفد أشياء ثم يثب فجأة فينتقل إلى حزب الاتحاد ويزامل الدكتور طه حسين في تحرير جريدة الاتحاد ثم ننظر فنراه مع الأحرار الدستوريين في صحبة الدكتور هيكل، ونلتفت فنراه انتقل إلى البلاغ.
كان المازني من أكابر الشعراء. ولكنه انشغل بالكتابة في جميع الأوقات ولجميع الأحزاب ولم يجد الفرصة للغناء ومتى يخلو إلى نفسه من يعاني ضجيج المجتمع السياسي في الصباح والمساء.
بدأ المازني حياته النثرية بالطريقة الجاحظية وهي تقوم أساسا على الازدواج وقد وفى المازني لهذه الطريقة أصدق الوفاء في أمد يزيد على عشر سنين. ثم جنى المازني على نفسه بالكتابة اليومية، ثم ابتدع المازني طريقة جديدة هي كتابة أكثر مقالاته وقت إنشائها بالكتاب.
ثم قال زكي مبارك: إن المازني رجل جنى عليه قلمه وجنى عليه إحساسه فلم يعرف قيمة الصبر على الانحياز إلى إحدى الجهات. في زمن لا يعيش فيه المفكرون إلا بأسندة من العصبيات السياسية والاجتماعية.
بين زكي مبارك وطنطاوي جوهري 1:
كتاب "أحلام في السياسة" للأستاذ طنطاوي جوهري هو دعوة إلى السلام وقد أرسله إلى الملوك ورؤساء الحكومات.
قال زكي مبارك تحت عنوان: "اسمع يا أستاذ طنطاوي" إن كتابك هذا لن يغني فتيلا في الدعوة إلى السلام، لأنك لم تكلم الساسة بلغة السياسة،
1 البلاغ 5 يوليو 1935.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 639