اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 496
أو رأي في العلوم والفلسفة وإذاعتها لأن نقل تلك العلوم إلى العربية إنما كان من أولئك النفر الذين تلقوا العلم بمدرسة حران، ونقلوا الفلسفة من اليونان إلى اللسان العربي وأن ابن رشد هو الذي أشعل ذلك القبس العلمي الذي استضاءت به أوربا.
وقر هذا في نفسي وقد رأيت رجلا من علماء الدين بالأزهر الشريف يورد مطاعن رينان في الإسلام من حيث هو دين وفي أهل الإسلام كافة باعتبارهم متدينين، ويخرجهم في عقليتهم وآدابهم وأخلاقهم وعلومهم في بلد يدين أكثر أهله بالإسلام.
وقد اجتمع جمهور السامعين، وهم من المسلمين الذين سلقهم بأحدّ لسان وفيهم كثير من علماء الدين وجميعهم مصغ إلى تلك الآراء التي يقصد بها الحط من دينهم وعقليتهم ولا يستفزهم ذلك إلى الغضب من رينان الشاتم السالب ولا من مكرم "رينان" المورد لأقواله.
أليس تكريمه في بلد إسلامي بفم رجل من علماء الإسلام بالأزهر الشريف يورد طعنة في الإسلام والمسلمين.
ويستغرب كثير من الناس أن يقدم رينان إلى الافتراء على دين يعتقده خمس النوع الإنساني، ويهجم في الحكم على عقليتهم وآدابهم وأخلاقهم دون حياء، حكما لمي نضجه البحث الصحي أو الوراية - ولكن أخالفهم في عد ذلك الأمر غريبا منه بعد أن علمت وكل من سمع محاضرات رينان قد علم أنه نشأ نشأة دينية وانتظم في سلك رجال الكهنوت ليعد نفسه ليكون قسيسًا فإني أعتقد أن الرجل لما فسدت دينيته قد بقي عنده ما يثبت في قرارة نفسه من التعصب على الإسلام.
5- طعن رينان في الإسلام بأنه عدو العلم والعقل وطعن في العرب بأن
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 496