اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 477
العلم الوصفي أو الواقعي ولم نقصد بالدين ديانة خاصة بل قصدنا الأديان جميعًا من غير تفريق بينهما, ولو أنا قصدنا بالعلم مجرد المعرفة لكان الدين علما في رأي الواضعين الذين ينظرون إليه كواقعة اجتماعية تاريخية، لكان للعلم بعض آثار الدين الذي أحاط بكل شيء علمًا.
ثم تساءل هل الإسلام في هذا الموضوع على خلاف سائر الأديان لتناوله أمور الدين وأمور الدنيا فرجال الدين فيه هم لذلك العلماء وهل يسد العلم أبدًا حاجات البشر لأن أساس العلم والتطور والتجديد فلا يمكن أن يقف فيه باب الاجتهاد ولا يمكن أن يجمد رجاله!
الدكتور هيكل؛ الدين والعلم:
فأما[1] الخصومة بين رجال الدين ورجال العلم فخصومة قديمة لأنها خصومة على الاستئثار بالسطة وبنظام الحكم، أما الدين والعلم فلم يكن بينهما خصومة ولن تكون بينهما خصومة، لأن الدين يقرر المثل الأعلى لقواعد الإيمان التي يجب أن يأخذ الناس بها في حياتهم، والعلم يقرر الواقع في حياة الوجود ويترسم تطور الحياة في سبيل سيرها نحو ما يظنه الكمال.
والكمال الذي يدعو الدين إليه كمال مقرر القواعد والأركان لا يمكن أن يتغير أو أن يعدل والكمال الذي يظن أن الإنسانية تسير نحوه كمال ظني لا يستطيع العلم رسم قواعده لأن العلم يعرف بأن الإنسانية وهي بعض قليل من الوجود، خاضعة في تطورها ودورها لعوامل معروفة وأخرى ثابتة ولكنها ما تزال غير معروفة.
فإذا سمعت يوما أن بين الدين والعلم خلافا أو خصومة فاقطع بادئ [1] السياسة الأسبوعية 12 يوليو 1926.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 477