responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 37
وقد نحا في التدليل على صحة رأيه ناحية الدين الإسلامي ... واسترسل في هذه النعرة، نعرة الدين لكي يصل إلى قلب الجمهور.
على أن القضية لا دخل للدين فيها مطلقا فالمسألة ثقافة، والثقافة كما فسرها حسن صبحي هي كل ما يحيط بالمجموع. هي الظاهرة المتأصلة في نفس كل منا. هي الطابع الذي يسم الأمة، ولكل أمة طابعها.
وقد برهن حسن صبحي على أن للمصريين ثقافة خاصة نحسها في الغيط عند الفلاح وفي الطريق على ألسنة العامة ... وفي الريف، وفي الغناء والأنغام.
إن لمصر ثقافة قديمة مازالت هي ثقافتها إلى اليوم فما معنى تغييرها وإبدال ثقافة عربية جديدة بها تحتاج في تعلمها إلى الوقت الطويل. لنا لغة خاصة مكتسبة من العربية، نعم إنها ليست عربية فصيحة ولكنها ليست فرعونية أيضًا.
وليست مصر وحدها التي تدين بالإسلام فهناك الترك والفرس والهند والأفغان والكرد وغيرهم من الأمم، ومع ذلك لم يفكروا في تغيير ثقافتهم بثقافات عربية ولا في استبدال لغتهم بلغة عربية، بل لم يفرضوا تعليم أبنائهم العربية ونحن كباقي من ذكرت من الأمم لنا لغة وثقافة وطابع لن نستطيع عنها بديلا.
على أن ليس المسألة فيها فرعونية ولا فرعون؛ لأنها هي: هل ينبغي للمصريين أن يكون لهم ثقافة مصرية خاصة وطابع مصري خاص؟ أو أن تكون ثقافتهم عربية. وأن يكونوا مطبوعين بالطابع العربي.

اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست