اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 283
لقد قرأت كل ما كتبه الرافعي في هذا الباب "الغزل" فإذا هو خواء مقفر من كل عاطفة وإحساس فإذا أنا عرضته فإنما أعرض قطعة من صحاري النفوس ليس فيها ندى ولا حياة -ولن يضير القراء معي- إذا أنا صبرت على قطع هذا القفار الموحش المتشابه الأرجاء.
والثاني: وقد اخترته أن أعرض غزل العقاد فأشكف عن هذا العالم الحي المائج المضطرب بشتى الانفعالات والاتجاهات.
إن العقاد والرافعي مختلفان متناقضان, ولقد شاءت الظروف أن يكون العنوان بين العقاد والرافعي, فتوجد رابطة بين اسمي هذين الرجلين لا وجود لها في أدبهما ولا اتجاههما ولا في شيء مما يصح فيه التشابه والارتباط.
والواقع؛ لقد كان هذا الجمع بينهما ظلم لكليهما، فأما العقاد فمظلوم -ولا شك- أن يقرن اسمه إلى اسم الرافعي، وبينهما هذه الهوة السحيقة الفاصلة، والهوة إلى تفصل بين الصورة الفنية ترمز إلى معنى وتكاد تجيش بالحياة وتهمس بالنطق والتعبير وبين النقوش التي نراها على أبواب المساجد ونوافذها خطوط متعرجة أو مستقيمة ودوائر ومثلثات ومربعات كلها من عمل المسطرة والبركار, ولا شيء وراءها غير المهارة في اللعب والتزويق.
15- محمد أحمد الغمراوي:
1- العقاد: أديب الطبع القوي الفطرة السليمة والرافعي أديب الذهن والوضاء والذكاء اللماع والعقاد متفتح النفس ريان القلب. والرافعي مغلق هذه الناحية متفتح العقل وحده للفتات والومضات.
2- كنت أنكر عليه الإنسانية فأصبحت أنكر عليه الطبع، وكنت لا أجد عند الأدب النفسي فأصبحت لا أجد عنده الأدب النفسي.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 283