اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 277
حططت عليك ساخرا ومعرضا لم أدعك حتى تلتصق بالأرض, وأنا من أقدر الناس على ذلك, ولكن ذلك شيء يأباه الخلق الكريم وتأباه الرسالة. ولقد كانت لي في هذا الميدان جولات، صرعت فيها كثيرًا من الكتاب المدعين المستكبرين, ثم أقلعت عنها واستغفرت الله.
قال لصاحب الرسالة:
لماذا تنشر الرسالة هذه المقالات للأستاذ قطب؟ الحقيقة والحقيقة لا ظل لها في هذه المقالات. أم من أجل الأستاذ العقاد؟
وفيها من الإيذاء للعقاد مثل ما فيها من المس بالرافعي أم بغضا بالرافعي وصاحب الرسالة صديقه الحميم, وهو شريكه في التلبس بجريمة البلاغة والحرص على البيان المشرق الذي يسوء هؤلاء المجددين, أم لماذا؟ إننا لم نفد من هذه المقالات إلا فائدة واحدة، هي أننا عرفنا أن الجديد إن كان كما يصوره سيد قطب فهو أهون شيء وأبعد عن الحق، وأنا راضون لقديمنا مطمئون إلى "رجعيتنا".
"كلمة الرسالة":
وقالت الرسالة: إن من مبادئها أن تكون صورة صادقة لأدب العصر فلا تسجل مذهبا دون مذهب ولا تتوخى أسلوبا دون أسلوب. ومعارك النقد ظاهرة مألوفة عفت الرسالة عنها حينا ثم رأت أن تسجل هذه المعركة؛ لأن أدب الرافعي وأدب العقاد يمثلان وجهتي الثقافة في أقطار العروبة ومن حسن القول أن يتكلم الناظر في الأدب بلسان الأدب وأن يعتقد أن أدب الرجل شيء آخر غير شخصه فلا ينبغي أن يدخل الناقد في حسابه الحياة والموت، ولا الصداقة والعداوة.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 277