اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 255
ويرى الكلمة الطيبة بابا من التقريظ وهو عنده معيب، ونحن نقول بلا تردد: إن الأدب العربي أدب أصيل والزائف منه لا يقام له وزن بجانب الأدب الصحيح، فكيف انحرف بصره عن المحاسن ولم يشهد إلا العيوب وهل في الأدب حسن وقبح. الأدب جده جد وهزله جد، ولا يعاب عليه إلا ما غلب عليه التكلف والافتعال.
ولو رزقني الله الشجاعة لقلت: إن هذا الرجل يتجنى على الأدب العربي لأنه لم يعرفه معرفة صحيحة، ولو قد عرفه حق معرفة لأدرك أنه خليق بأن تبذل في سبيله نفائس الأعمال من أحرار الرجال.
يعز علي أن أراه يحبط أعماله بمقالات خطيرة لم تكن ثمرة لسهر الليل وأقذاء العيون تحت أضواء المصابيح. وإنما كانت ثمرة لنزوة وقتية أراد بها أن يخلق حركة في بعض المجلات، والمجد كالرزق بعضه حرام وبعضه حلال.
8- نحن أمام فتنة جديدة؛ هي فتنة القول بأن الأدب العربي لا يصلح لتربية الأذواق في الجيل الجديد، وهذه الفتنة ليست من مخترعات أحمد أمين فقد نجمت قرونها منذ أكثر من خمسين سنة حين أراد المستعمرون والمبشرون أن يوهموا أبناء الأمم العربية بأن الصلة بين ماضيهم وحاضرهم لم يبق لها مكان، وأن المصلحة تقتضي بأن يوضع الأدب القديم في المتاحف وألا يدرسه غير المختصين على نحو ما يصنع الأوروبيون في الآداب اليونانية واللاتينية ثم تقبل كل أمة على لغتها المحلية فتجعلها لغة التخاطب والتأليف، وبذلك تكون اللغة الفصيحة أما واحدة للغات الشعوب العربية. كما صارت اللاتينية أما واحدة للغات الشعوب اللاتينية. وقد صرح بذلك المسيو ماسينون في خطبة
1 الرسالة 10 أبريل 1944.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي الجزء : 1 صفحة : 255