responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 120
إن الأولى مستسلمة "محضًا" للقضاء والقدر تخضع للغيب والثانية تناضل نضالا "محضا" ضد الغيب.
أما أن يكون الشرقي هذا المستسلم الضعيف فمما يكذبه التاريخ، تاريخ المسيحية وتاريخ الإسلام على السواء؛ فما كان المسيحيون الأولون ليتجنبوا حتى بين أشداق الأسود، وما كان المسلمون إلا مجاهدين بالجهادين، توكلوا فما تواكلوا، وسلموا أمرهم لله فما استسلموا لزعازع الحياة بل أرغموها ليسيطروا
عليها بمكارم الأخلاق.
أما قول الناظر بأن العقلية الغربية تناضل ضد الغيب فقول فيه جنوح في التعبير، ولا نعتقد أن الدكتور أدهم يقصد الغيب بل أسرار المادة وما يكمن فيها من تفاعل لأن الغرب إنما هو من هذه الإنسانية التي وحدت قواها فوقفت واجمة أمام نظام الكون وسر الحياة والموت.
ليس هناك عقلان، عقل للغرب، وعقل للشرق في ميادين الاستقراء غير أن هناك فطرة أو ثقافة تختلف بين شعب وشعب. وقد أراد المناظر أن ينكر استقلال الثقافة الأدبية عن العلم الوضعي فأسماها روحا كأن يمحو أثرها باستبدال أممها.
لتكن الثقافة روحا كما يريد الدكتور أدهم، فلماذا يطلب أن يلفظ أبناء الشرق روحهم لتتقمص روح الغرب حضارتهم.
أليس من غرائب المنطق أن يقول المناظر بفرعونية مصر وبتمردها على العروبة نفيا وثلاثة عشر قرنا ثم يطلب منها أن تتفرنج بين عشية وضحاها.
ما هي الفائدة التي يرجوها المناظر لمصر إذا أنكرت إيمانها وفسدت لغتها وتغنت على الأنغام الإفرنجية التي تتنافر مع ذوقها وحتى مع مخارج ألفاظها.

اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست