responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 118
عندما تفاقم أمرها وكان نجاح شار مارتل عن العرب على نهر اللوار كنجاح الإغريق على الفرس في إنقاذ العقلية الغربية من طغيان روح النسك الآسيوية.
5- رد فيلكس فارس على إسماعيل أدهم:
إن مصر[1] لن تكون فرعونية في القرن العشرين إلا إذا تراجع الزمان القهقري طاويا معه كلمة الله التي جعلت قوم فرعون حديثا في تاريخ الشعوب.
أما أن تكون مصر ذات ثقافة خاصة تتميز بها عن سائر الأقطار العربية فذلك ما ننكره. لأن لشعوب سائر الأقطار العربية كلها جدودًا عاصروا الفرعونية وتركوا في التاريخ ذكرى حضارات لم يبق منها سوى أعمدة محطمة وهياكل متداعية.
إن في كل قطر من الأقطار العربية من المميزات الإقليمية ما لا ينكره أحد ولكنها أضعف من أن تسلخ هذه الشعوب عن ثقافة عامة شاملة لها في اللغة والموسيقى ونظام الأسرة وروح التشريع. وهذه المميزات العامة هي ما تقوم الحضارة الأدبية عليه في كل الأمم.
ليست اللغة العامة في مصر إلا كسائر اللغات العامية في الأقطار لغة أخذتها عصور الانحطاط، فإنك لو أغضيت عن اللهجات في كيفية الإلقاء، فإنك لا تجد إلا كلمات معدودات يختلف فيها النطق بين مصر وسوريا وبغداد.
أراد مناظري أن يجعل العلم والثقافة شيئا واحدًا فهو يقول بانبثاق الثقافة من العلوم الأصلية، ونحن لا نعلم ما هي العلاقة بين علم طبقات الأرض مثلا والمبادئ الأدبية التي يقوم عليها المجتمع.

[1] الرسالة 18 يوليه 1938.
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست