responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 117
الفرق بين منطق الغرب الإثباتي وروح الشرق الغيبي:
أن المنطق الغربي ينظر للحياة الإنسانية كما هي وعن طريق العقل وحده يحاول معرفة حقيقته وتنظيم الصلات بين أفراد المجموع البشري. بعكس الذهن الشرقي الذي يدخل عنصرا غيبيا في الحياة الإنسانية وعن طريق هذا العنصر الغيبي يحاول تفسير الحياة وتنظيم الصلات الإنسانية وإقامة العلاقات بين أفراد الهيئة الإنسانية.
الثقافة الغربية إنسانية، بعكس الثقافة الشرقية التي وقفت عند حدود المرحلة الثانية حيث يمتزج فيها العالم المنظور بعالم ما وراء المنظور.
مما يجدر ذكره أن العرب حين اقتبسوا من تراث اليونان ما يعززون به تفكيرهم العلمي لم تستهوهم الثقافة اليونانية ولا حضارتهم الأدبية إذ أحسوا ما بين الحضارة التي كانت تتمخض في شعورهم وتقديرهم للحياة وبين حضارة اليونان الاجتماعية عن مهاو سحقية فأعرضوا عن شعرهم وموسيقاهم ونظم اجتماعهم.
إن ثقافة العرب ذاتية وإن الثقافة موضوعية عند اليونان. لهذا لا نجد في الشعر العربي شعرًا قصصيًا ولا شعرًا تمثيليًا ولا شعرًا تصويريًا، لأن القصص والتمثيل والتصوير يستلزم الانسحاب من أفاق الذات إلى رحاب الموضوعية وليس هذا في مكنة الذهنية العربية.
قامت المدنية الرومانية على تراث الإغريق، غير أن المسيحية سرعان ما غزت روما وهبت عليها حاملة معها نزعات المنطق الآسيوي والروح الشرقية إلا أن الحضارة الرومانية ابتلعت المسيحية وامتصتها، وكان هذا الابتلاع والامتصاص بعض الخلاص لمنطق الغرب من روح النسك الآسيوية ثم طغت موجة العرب على الغرب، غير أن الغربيين نجحوا في وقف الموجة العربية

اسم الکتاب : المعارك الأدبية المؤلف : أنور الجندي    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست