اسم الکتاب : المستطرف في كل فن مستطرف المؤلف : الأبشيهي، شهاب الدين الجزء : 1 صفحة : 446
وفي نصفه لما تحرّك بعضه ... حديث شهيّ في الليالي يذكر
وفي نصفه الثاني إذا ما أعدته ... إلى النار للتحليل والعقد سكر
ففسّر لنا ذا اللغز إن كنت ذا حجى ... فليس على ذي العقل لغز معسّر
وقال في كمون:
يا أيها العطار أعرب لنا ... عن اسم شيء قلّ في سومكا
تراه بالعين في يقظة ... كما ترى بالقلب في نومكا
وقال في قالب الطوب:
وما آكل في قعدة ألف لقمة ... ولقمته أضعاف أضعاف وزنه
إذا نزل المأكول جنبيه لم يقم ... سوى لحظة أو لحظتين ببطنه
في العين:
وباسطة بلا عصب جناحا ... وتسبق ما يطير ولا تطير
إذا ألقمتها الحجر اطمأنّت ... وتجزع أن يباشرها الحرير
ويكفي من ذلك ما أشرت إليه وما نبهت من هذا الفن عليه، وقد مضى القول من الفنون السبعة على فن الشعر القريض وما فيه من الفنون المتقدم ذكرها.
ولنذكر إن شاء الله تعالى بقية الفنون السبعة على وجه الاختصار والفنون السبعة المذكورة عند الناس هي الشعر القريض والموشح والدوبيت والزجل والمواليا والكان وكان، والقوما، ومنهم من جعل الحماق من السبعة وفي ذلك اختلاف وعند جمع المحققين أن هذه الفنون السبعة منها ثلاثة معربة أبدالا يغتفر اللحن فيها، وهي الشعر القريض والموشح والدوبيت، ومنها ثلاثة ملحونة أبدا، وهي: الزجل والكان وكان والقوما، ومنها واحد وهو البرزخ بينهما يحتمل الاعراب واللحن وهو المواليا، وقيل: لا يكون البيت منه بعض ألفاظه معربة وبعضها ملحونة، فإن هذا من أقبح العيوب التي لا تجوز وإنما يكون المعرب منه نوعان بمفرده، ويكون الملحون فيه ملحونا لا يدخله الاعراب وقد أوضح قاعدة الجميع وأمثلتها صفي الدين أبو المحاسن الحلي في ديوانه، وسماه: «بالعاطل الحالي، والمرخص الغالي» ولو بسطت المقال لا تسع المجال وكثر المقال، ولكن الاختصار يذهب الأوجال، والحمد لله رب العالمين على كل حال.
فصل في بيان الفن الثاني وهو الموشح
لابن المبارك:
قد أنحل الجسم أسمر أكحل ... وأوجل القلب فيه مذ حلّ
دور:
أميل له فلا يميل ... يحول وعنه لا أحول
أقول إذا زاد بي النحول
أما حل عقد الصدود ينحل ... وترحل عن نجم المزحل
دور:
كم أبعد وكم أبيت مكمد ... ويعمد بهجره لا فقد
وأجهد لارتصاد من قد
تحمل والحاسدون رحل ... تمحل والوعد منه ما حل
دور:
متوج بالحسن هذا الأبلج ... مدبج عذاره البنفسج «1»
مفلج وطرفه ذا الأدعج
مكحل وثغره منحل ... مخلخل بعنبر معجل
دور:
برغمي من يستحل ظلمي ... ويرمي بحربه لسلمي
وجسمي من التزام سقمي
منحل وقد غدا مرحل ... فمن حل دمي وما حل
دور:
قلاني واشتط ذا الفلاني ... غزاني بطرفه اليماني
تراني أنشد لمن يراني
قد أنحل الجسم أسمر أكحل ... وأوحل القلب فيه مذحل
لابن سناء الملك:
كلّلي يا سحب تيجان الربا بالخلي ... واجعلي سوارك منعطف الجدول
دور:
اسم الکتاب : المستطرف في كل فن مستطرف المؤلف : الأبشيهي، شهاب الدين الجزء : 1 صفحة : 446