responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 568
للتحرير، وليس رئيسًا واحدًا فقط، حتى يكون لكل واحد من هؤلاء الثلاثة يومٌ أو يومان, ينقطع فيهما عن العمل بإدارة الصحيفة، ويتصل في أثنائهما بالعالم الخارجيّ، وبغير هذا تصبح الصحف كأنها تعيش متأخرة عشرين عامًا إلى الوراء؛ لأن محرريها يكونون -كما هم الآن- أشبه بنسَّاكٍ يعتزلون الحياة، ولا يزيدون عن حراس المنارات على شواطيء البحار".
وهكذا استطاع "شو" أن يضع يده على الداء الأليم الذي يعاني منه التحرير في الوقت الحاضر، وجاء "ستيد" فاقترح حلًّا لهذه الهوة العميقة بين المحررين والقراء.
وثَمَّ اقتراحٌ آخر لتقوية الصلة بين المحررين والقراء، وهو ما كانت تفعله صحيفة "المؤيد" للسيد علي يوسف, منذ أواخر القرن الماضي، وما كانت تفعله صحيفة "الأهرام" منذ سنوات، وهذا الاقتراح هو فتح باب الصحيفة، أو بالأحرى باب رئيس التحرير كل مساء لاستقبال الصفوة من المصريين في العلم والأدب، والسياسة، والاجتماع، والاقتصاد، حيث يتناقش هؤلاء جميعًا في جوٍّ من البساطة والحرية في شتَّى المشكلات التي تهم القراء، ورئيس التحرير يصغي لجميع هذه المناقشات كل الإصغاء، ثم ينقل لقرائه في اليوم التالي زبدة الفكرة المصريّ، وخلاصة التجارب المصرية.
ولندع هذا الاستطراد جانبًا، لنعود مرة أخرى إلى عبارة "شو" التي قال فيها:
"ولكن متى ظفر الجمهور بذلك الشخص الذي يستطيع أن يغذيه بشيء حقيقيٍّ, فإذ ذاك فقط لا تجد حدًّا لنَهَمِ هذا الجمهور، وتَهَافُتِهِ على القراءة". فهذه العبارة وحدها تصلح لأن تكون أساسًا لجانبٍ من جوانب هذا البحث، وهو الجانب المتصل بما نسميه: "ثقافة الصحفيّ".
والذي نعلمه حق العلم أنه لا مفرَّ للصحفيِّ في عصرنا هذا من أن يكون

اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة    الجزء : 1  صفحة : 568
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست