اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 567
في الأصل هو الإخبار والإعلام، وليست الفلسفة السياسية، وإن جمهور القراء لا يطبق الجعجعة الفارغة التي لا تحوي شيئًا، كما لا يطبق سخافة المدعين من الوعاظ ورجال الدين, ولا من رجال السياسة أيضًا, ولقد يقرأ الجمهور لبعض الحمقى من هؤلاء وأولئك؛ لأن هذا الذي يقرءون خير من لا شيء، ولكن متى ظفر الجمهور القارئ بذلك الشخص الذي يستطيع أن يغذيه بشيء حقيقيٍّ, فإذ ذاك لن تجد حدًّا لنَهَمِ هذا الجمهور، وتَهَافُتِهِ على القراءة"!
وهنا تسائل "ستيد" قائلًا: "ولكن ما هو هذا الشيء الحقيقيّ؟ "
وأجاب هو على سؤاله بقوله:
"هو ما يشعر الناس بأنه حيويٌّ لهم، ومؤثر في حياتهم ومعرفتهم, ومعنى ذلك أنه لا بد أن يجمع المحرر الصحفيّ إلى عنصر الطرافة عنصر صدق الفكرة، سواء أكانت هذه الفكرة جديدة أم قديمة، أيّ: أن مهمة التحرير هي تقديم ذلك الشيء الحقيقيّ للقارئ، ومن هنا كان الأكفاء من المحررين الصحفيين أندر من الذهب، أو الماس، وهم بكفاءتهم النادة هذه قادرون دائمًا على أن ينتجوا في الأدب، ولكنهم يفضلون على الدوام أن يعملوا في الصحافة على أن يعملوا في الأدب"
ثم استطرد "ستيد" يقول:
"لكن من ينظر إلى الصحف اليومية في عصرنا هذا, يمكنه أن يلاحظ -مع الأسف- أن إدارتها أشبه بالسجون التي عكف فيها المحررون، وانقطعوا فيها انقطاعًا تامًّا عن العالم الخارجيّ، وعن الحياة السياسية، وعن المحاضرات العلمية، وعن حفلات الموسيقى، ودعوات العشاء، بحجة أنهم يكونون في ذلك الوقت مشغولين بتأدية أعمالهم في عقر هذه السجون التي حالت بينهم وبين الحياة نفسها، ولعلاج تلك الحالة أقترح أن يكون للصحيفة اليومية ثلاثة رؤساء
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 567