اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 288
تستعيض عنه بالرسم الكاريكاتوري الذي يراه القراء في الصحف، ويفهمون مضمونه ومقصوده، ويكون الرسام والصحيفة مع ذلك بمأمنٍ من بطش الحاكم أو السلطان الذي رسمت من أجله الصورة الساخرة.
ويسيرٌ علينا أن نلاحظ كذلك أن القلم الكاريكاتوري لا يجود إلّا في فترات نهضة الأدب، وكثيرًا ما يكون دليلًا من دلائل هذه النهضة الأدبية في ذاتها، ذلك أن هذا الفن الأدبيّ الرائع في ذاته يحتاج إلى قدرة أدبية من نوعٍ خاصٍّ، كما يحتاج إلى قدر من الذكاء من نوعٍ خاصٍّ أيضًا، ثم لا غنى له مع هذا وذاك عن قدر من الثقافة يعين الكاتب على توفير العناصر الأربعة المتقدمة للقلم الكاريكاتوري.
وأخيرًا لا يستغني صاحب هذا الفن الأدبيّ الرائع عن أن تكون له صفات ذاتية يخف بها كلامه على الناس، ومن هذه الصفات -على سبيل المثال- أن يكون ظريفًا غاية الظرف، وأن يكون خفيف الظل في كتاباته كأحسن ما تكون خفة الظل، وأن يكون في طبعه مرح، وفي أفقه سعة، وفي ذهنه ذخيرة هائلة من التجارب الإنسانية التي خبر بها الناس خبرة جيدة.
وهذه وتلك مواهب تخص بها الطبيعة فريقًا من الناس دون الفريق الآخر، وفي الصحافة المجال الواسع للانتفاع الكامل بهذا الميزات أو المواهب في الإنسان.
كيف يكتب المقال الأدبيّ:
ذهب النقاد إلى أن المقال إنما يتألف من مقدمة وصلب وخاتمة، ففي المقدمة يستَهِلُّ الكاتب كلامه بفكرة عامة, أو خاطرة من الخواطر التي مرت بذهنه، ووقف أمامها متأملًا ومستغرقًا في تأمله، وعلى هذه الفكرة أو الخاطرة يبني الكاتب مقاله، ويأتي بعد ذلك صلب المقال، فإذا هو شرح لهذه الفكرة وتعليق عليها وإيراد لبعض الأمثلة والشواهد.
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 288