اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 285
يبادر فيعلن إعطاء كل منها الحكم الذاتي، على أن تعمل مستقلة بنفسها على التدرج في سبيل الرقيّ والكمال! وحسب عقله في هذا النظام الجديد أن يتوافر على إدارة رجليه وحدهما، ولعله يستطيع أن يسيرهما في طريق الأمن والسلام.
وإني أورد عليك طائفةً يسيرةً تدلك على ما في هذه المجموعة الغريبة من ضروب المتناقضات التي تجزم منها بأن ذلك الخلق ليس شيئًا واحدًا، وإنما هو في الحقيقة عدة أشياء!
وأن ظلمًا أن يؤخذ البريء بجريمة الآثم، وأن عسفًا أن يعاقب البريء بما أجرم الظالم، فقد يكون الذي اقترف كل هذه الآثام هو كوع زيور باشا الأيسر، أو القسم الأسفل من "لغده"، أو المنطقة الوسطى من فخذه اليمنى، أو غيرهما من تلك الكائنات التي تجمعت في هيكله العظيم!
فما شأن المخلوقات كلها تجر إلى مواطن الاتهام، وتعاقب بما ارتكب بعضها من الجرائر والآثام؟
إن الحق والعدل ليقضيان بأن يؤلف مجلس النواب -إن شاء الله- لجنةً تقوم بعمل التحقيق في جسم صاحب الدولة، فتسأل أعضاءه عضوًا عضوًا، وتحقق مع أشلائه شلوًا شلوًا، حتى يفرق منها بين المحسن والمسيء، ولا يخلط في العقوبة بين المجرم والبريء.
ولعل العضو الوحيد المقطوع ببراءته من كل ما ارتكب من الآثام هو مخ زيور باشا، فما أحسبه شارك, ولا دخل في شيء من كل ما حصل. "انتهى المقال"!
وأنت ترى أن هذا النوع من النقد إنما يقوم في جملته على التماس العيوب الرئيسة في شخص ما، وترك القلم يعرضها عرضًا كاريكاتوريًّا يزيد في تشويهها ما يرد على ذهن الكاتب في أثناء كتابته من ضروب التشبيه،
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 285