اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 175
ثالثًا: أن موضوعات الخبر الخارجيّ بعيدةً عن القارئ العاديّ، بعيدةً كذلك عن محرر الخبر الخارجيّ نفسه، إلى أن يكتب عنها بقلمه.
رابعًا: أن الخبر الواحد تتعدد مصادره، وتختلف وجهات النظر فيه اختلافًا بينًا، فأزمة وزارة في فرنسا تعتبر خبرًا يحمله البرق, ويطير به من وكالة أنباء إلى وكالةٍ أخرى، وينقله المراسلون الأجانب من بلد لآخر، وتنشره الصحف الأجنبية، كلٌّ بطريقتها الخاصة، وبما يتفق وسياستها التي تسير عليها في إصدار هذه الصحف.
خامسًا: هكذا يجد محرر الخبر الخارجيّ نفسه أمام سيلٍ من البرقيات الخارجية، كلها تتحدث عن موضوع واحد، وكلها تحاول أن تفسر هذا الموضوع الواحد، ويكون على المحرر وقتئذٍ أن يفاضل بين هذه الطرق والتفسيرات والاتجاهات المختلفة، ويستخلص منها الخبر الذي يريد أن ينشره في الصفحة الخارجية نشرًا يتفق والصحيفة التي يعمل فيها.
الترجمة:
على محرر القسم الخارجيّ بعد ما تقدَّم, أن يقوم بدور الترجمة، ولعله منذ تعطيل وكالة الأنباء الفرنسية, أصبحت اللغة الإنجليزية هي اللغة الوحيدة التي ترد بها البرقيات من وكالات الأنباء, والمحرر الخارجيّ يرى نفسه ملزمًا بقراءة هذه المواد التي تمده بها وكالات الأنباء، وترجمتها، على النحو المتقدم، ومن هنا لم يزل القسم الخارجيّ في الصحف المصرية يسمى: "قسم الترجمة"، ومن هنا أيضًا جاءت أهمية هذه المادة بين مواد الدراسة في أقسام الصحافة بالجمهورية العربية إلى اليوم.
فالترجمة إذن, عنصر من عناصر تحرير الخبر الخارجيّ، وربما اقتصر عمل المحرر الخارجيّ أحيانًا على مجرد الترجمة، على أن النجاح في هذا الفن من فنون الصحافة العربية -وهو الترجمة- يقتضي في الواقع مهارة
اسم الکتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي المؤلف : عبد اللطيف محمود حمزة الجزء : 1 صفحة : 175