اسم الکتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب المؤلف : السري الرفاء الجزء : 1 صفحة : 63
فإن تلقينْ أسماءَ قبلي فَحَيِّها ... وسلْ كيفَ تُرعى في المغيبِ الودائِعُ
وَظنِّي بها حِفظٌ لغَيبي ورعيةٌ ... لما استودعتْ والظنُّ بالغيبِ واسِعُ
بَكتْ من حديثٍ بثَّهُ وأشاعَهُ ... ولفَّقَهُ واشٍ من القومِ واضِعُ
بَكتْ عينُ من أبكاكِ لا يشجُكِ البُكا ... ولا تتخالَجكِ الأمورُ النوازِعُ
ولا يسمعنْ سِرِّي وسِرِّك ثالِثٌ ... ألا كُلُّ سِرٍ جاوزَ اثنينِ شائِعُ
فكيفَ يشيعُ السِرُّ مني ودونَهُ ... حجابٌ ومنْ دونِ الحجابِ الأضالِعُ
ابن الرومي:
مابالُها قد حُسِّنتْ ورَقيبُها ... أبداً قبيحٌ قُبِّحَ الرقباءُ
ما ذاكَ إلاَّ أنَّها شمس الضُحى ... أبداً يكونُ رقيبها الحرباءُ
وعلى ذِكرِ الرقيبِ قول ديك الجنِّ طريفٌ:
عينَ الرقيبِ غرقتِ في بحرِ العمى ... لا أنت لا بلْ عينُ كلِّ رقيبِ
من عاشَ في الدنيا بغير حبيبِ ... فحياتُهُ فيها حياةُ غريبِ
أعرابي:
لِسهمِ الحبِّ كَلْمٌ في فؤادي ... ولا كالكلمِ منْ عينِ الرقيبِ
تمكَّنَ ناظراهُ به فأضحى ... مكانَ الكاتبين منَ الذُنوبِ
ولو سقطَ الرقيبُ من الثُريَّا ... لَصُبَّ على مُحِبٍّ أو حبيبِ
آخر
والناسُ يشكونُ الرقيبَ وإنَّما ... شكوايَ للمرقوبِ طولَ زَماني
ابن أبي فنن:
ومنْ حذرِ الرقيبِ إذا التقينا ... نُسَلِّمُ كالغريبِ على الغريبِ
ولولاهُ تشاكَينا جميعاً ... كما يشكو المُحِبُّ إلى الحبيبِ
ابن المعتز:
موقفٌ للرقيبِ لا أنساهُ ... لستُ أختارُهُ ولا آباهُ
مرحباً بالرقيبِ منْ غيرِ وعدٍ ... باتَ يجلو عليَّ من أهواهُ
لا أحبُّ الرقيبَ إلاَّ لأنّي ... لا أرى من أحبُّ حتى أراهُ
إسحاقُ بن المهلّبي:
هبيني يا معذِّبتي أسأتُ ... وبالهجرانِ قبلكمُ بدأتُ
فأينَ الفضلُ منكِ فدتكِ نَفْسي ... عليَّ إذا أسأتِ كما أسأتُ
عبيدُ اللهِ بن عبد اللهِ بن طاهر:
أتهجرونَ لكي نُغرى بكُم تيها ... لَحَقُّ دعوةِ صبٍّ أن تجيبوها
أهدى إليكمْ على نأيٍ تحيَّتَهُ ... حيُّوا بأحسنَ منها أو فَرُدُّوها
زَمُّوا المطايا غداةَ البينِ واحتَملُوا ... وخلَّفوني على الأطلالِ أبكيها
شيَّعتُهم فاسترابوني فقلتُ لهمْ ... إني بعِثتُ مع الأجمالِ أحدوها
قالوا: فما نَفَسٌ يعلوا كَذا صعدا ... وما لعينكَ لا تَرقا مَآقيها
قلت: التنفُّسُ من إدمانِ سيركمُ ... ودمعُ عينيَ جارٍ من قَذىً فيها
حتى إذا أنجدوا والليلُ مُعتكرٌ ... خفَّضتُ في جُنحهِ صوتي أناديِها
يا منْ بهِ أنا هيمانٌ ومختبَلٌ ... هل لي إلى الوصلِ من عقبى أرجِّيها
جرير:
أما تتَّقينَ اللهَ إذ رُعت ِ محرماً ... سرى ثم ألقى رحله وهو هاجِعُ
أخالدُ ما من حاجةٍ تنبري لنا ... بذكراكَ إلا ارفضَّ منها المدامعُ
سَلِمتَ وجادتكَ الغيوثُ الروائعُ ... فإنكَ وادٍ للأحبَّةِ جامعُ
الحارث بن كلدة:
وما عسلٌ بباردِ ماءِ مُزنٍ ... على ظمأ لشاربه يشابُ
بأشهى من لقائهم إلينا ... وكيفَ لنا بهم ومتى الإيابُ
يحنُّ إليهمُ قلبي فأمسى ... كأني من تذكرهمْ مصابُ
وأزجرُ للتخوُّفِ كلَّ طيرٍ ... وبعضُ الطير أحياناً صوابُ
فيعجبني السوانحُ سالماتٍ ... ويحزنني إذا نعبَ الغرابُ
ذو الرمة:
دعاني وما داعي الهوى من بلادِها ... إذا ما نأتْ خرقاءُ عني بغافلِ
لها الشَّوقُ بعد الشَّحطِ حتى كأنّما ... علاني بحمَّى من ذواتِ الأفاكلِ
وما يومُ خرقاءَ الذي نلتقي به ... بنحسٍ على عيني ولا متطاولِ
إذا قلتُ قطَّعْ وصلَ خرقاءَ واجتنبْ ... زيارتها تخلقْ حبالَ الوسائلِ
أبتْ ذكرٌ عوَّدنَ أحشاءَ قلبهِ ... خفوقاً ورقصاتُ الهوى في المفاصلِ
أما الدَّهرُ من خرقاءَ إلا كما أرى ... أنينٌ وتذرافُ الدموعِ الهَواملِ
ابن أبي عيينة:
سَألتكِ بالمودَّةِ والجوارِ ... دُعاءَ مصرِّحٍ بادي السِّرارِ
اسم الکتاب : المحب والمحبوب والمشموم والمشروب المؤلف : السري الرفاء الجزء : 1 صفحة : 63