اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 419
قال أبو الحسن الموسوي [1] : من هوان الدنيا على الله تعالى، أنه أخرج نفائسها من خسائسها، وأطايبها [2] من خبائثها، أخرج الذهب والفضة من حجارة، والمسك من فارة، والعنبر من روث دابة، والعسل من ذبابة، والخز من دابة، والديباج من دودة، والإنسان من نطفة، فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ
[3] .
قال علي بن الجهم [4] : الهدية السحر الأكبر. سئل جحظة البرمكي [5] عن دعوة حضرها، فقال: كان كل شيء فيها باردا [6] إلا الماء. قال دعبل [7] : [البسيط]
وإنّ أولى البرايا أن تواسيه ... عند السرور لمن واساك في الحزن [8]
إنّ الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا ... من كان يألفهم في المنزل الخشن
تعرض رجل للحسن بن سهل [9] ، فقال له: من أنت؟ فقال: أنا الذي أحسن إليّ الأمير عام كذا وكذا، فقال: مرحبا بمن توسل إلينا بنا، وقضى حوائجه [10] . دخل أبو العميثل [11] على عبد الله بن طاهر [12] في يوم من أيام الخريف، وعليه قباء خز مبطن بسمور، فقال له: ما أعددت للشتاء؟ فقال: خلع الأمير، فقال: عجّلوها له [13] . [1] أبو الحسن الموسوي: علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، الملقب بالرضي، ثامن الأئمة الإثني عشر عند الإمامية، من أجلاء السادة من أهل البيت، توفي بطوس سنة 203 هـ. (وفيات الأعيان 1/321، الطبري وابن الأثير حوادث سنة 203) . [2] في ب: وأطيابها.
[3] المؤمنون 14. والخبر في اللطائف ص 120، وخاص الخاص ص 9. [4] علي بن الجهم: شاعر رقيق الشعر من أهل بغداد، كان معاصرا لأبي تمام، اختص بالمتوكل العباسي ثم غضب عليه، توفي سنة 249 هـ. (وفيات الأعيان 1/349) . [5] جحظة البرمكي: أحمد بن جعفر بن موسى بن الوزير يحيى البرمكي، أديب مغن كثير الرواية، لقب بجحظة لنتوء في عينيه، توفي سنة 324 هـ. (معجم الأدباء 1/383، وفيات الأعيان 1/41) . [6] في ب ش: بارد، والصواب باردا بالنصب. [7] دعبل الخزاعي: دعبل بن علي بن رزين، شاعر هجاء أصله من الكوفة، هجا الخلفاء، له شعر جيد، توفي سنة 246 هـ. (وفيات الأعيان 1/178، الشعر والشعراء ص 350) ، والبيتان في ديوانه ص 192 تحقيق محمد يوسف نجم ط بيروت 1962.
[8] في ب، ل: واساك بالحزن. [9] مرت ترجمته. [10] في اللطائف ص 59: توسل إلينا بنا، وشكر إحساننا. والخبر أيضا في وفيات الأعيان 2/122. [11] أبو العميثل: عبد الله بن خليد، كاتب وشاعر لطاهر بن الحسين وابنه بخراسان، توفي سنة 240 هـ.
(وفيات الأعيان 3/89) . [12] عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي: أمير خراسان، كان كريما نبيلا عالي الهمة، مدحه الشعراء، كان المأمون تبناه ورباه، واعتمد عليه، توفي سنة 230 هـ. (وفيات الأعيان 1/260، تاريخ بغداد 9/483، الولاة والقضاة ص 180) . [13] اللطائف ص 76.
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 419