اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 275
وما بعض الإقامة في ديار ... يهان بها الفتى إلا عناء [1]
وبعض خلائق الأقوام داء ... كداء البطن ليس له دواء
يريد المرء أن يعطى مناه ... ويأبى الله إلا ما يشاء
وكلّ شديدة نزلت بقوم ... سيأتي بعد شدّتها رخاء
فلا يعطى الحريص غنى بحرص ... وقد ينمي على الجود الثراء
غنيّ النفس ما عمرت غنيّ ... وفقر النفس ما عمرت شقاء
وليس بنافع ذا البخل مال ... ولا مزر بصاحبه السّخاء
وبعض القول ليس له عياج ... كمحض الماء ليس له إناء [2]
وبعض القول ملتمس شفاه ... وداء النّوك ليس له شفاء
نقلت من خط التاج ابن مكتوم في تذكرته، قال: أخبرنا شيخنا أبو حيان قال، أخبرنا ضياء الدين أبو الفضل جعفر بن محمد بن عبد الرحيم الحسيني، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زكريا البلنسي قال: قرأ بعض فضلاء الأندلس الموطأ على أبي الربيع بن سالم [3] في مجلس واحد، وكان حضره جماعة من أئمة المغرب، فما ردّ عليه أحد حرفا، إلا أنه جعل غير الصفة استثنائية، أو عكس سبق لسانه، فرفع رأسه للشيخ منشدا، وقال [4] : [مخلع البسيط]
غيّرت غيرا فصرت عيرا ... وهكذا من يجدّ سيرا
فأجابه الشيخ أبو الربيع بديها:
ما أنت ممّن يخال فيه ... بذاك جهل فظنّ خيرا
واسترسل إلى أن أتمه في مجلس واحد.
[1] اضطربت رواية هذه القصيدة في كتب الأدب، وقد وضح ذلك محقق الديوان الأستاذ ناصر الدين الأسد، وقد وردت هذه الأبيات ضمن ثلاث قصائد في الديوان هي: رقم 11، و 12، و 1 فيما ينسب لقيس، وهناك خلاف في رواية الأبيات بين السيوطي والديوان في الالفاظ وترتيب الأبيات.
[2] عياج: أي لا يلتفت إليه. [3] سليمان بن موسى بن سالم الحميري الكلاعي: أحد العلماء المبرزين في الأندلس، كان من حفاظ الحديث، له مؤلفات كثيرة منها: مصباح الظلم، والمسلسلات، وديوان شعر، وديوان رسائل، استشهد في معركة أنيشة سنة 634 هـ. (نفح الطيب 4/473، تحفة القادم ص 200، الذيل والتكملة 4/83) . [4] وردت الرواية في نفح الطيب 4/8.
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 275