responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 270
كم من مسائل وافته معقّدة ... فردّها ذهنه محلولة العقد
راض العلوم بذهن ظلّ يمخضها ... حتى استبدّ بما فيها من الزّبد
ولم يزل في أصول الفقه ذا قدم ... رسوخها قصّرت عنه يد العضد
للسيف لو سلّ سيفا من مباحثه ... يوما تسلّل يبدي فعل معتمد
أفاد سائله علما وفضل ندى ... وغيره في كلا الحالين لم يفد
كم قد تطوّل باليمنى لذي أمل ... يوم العطاء وما قالت علاه قد [1]
برّ هو البحر لكن غاض زاخره ... من بعد ما كان فينا دائم المدد
بدر إذا حلّ في صدر رأيت له ... من كثرة الحلم رجحانا على أحد
مضى وباد ولكن علمه أبدا ... على ممرّ ليالي الدهر لم يبد
حسوده لا تراه غير منعكس ... وضدّه لا تراه غير منطرد
فقلّ في الناس قدر الشامتين به ... فان هم حشدوا كن غير محتشد [2]
غربان بين الورى في ربعهم نعبت ... فاصبر تمرّ وما بالرّبع من أحد
مصارع القوم تأتي بغتة لهم ... حقا وتأخذهم في أقصر المدد
فقل لمن قد غدا يبدي شماتته ... لتدهمنّ بيوم أسود نكد
تمضي كأمس وإن لم يأت يومك في ... غد سيإتيك يا مغرور بعد غد
إلى افتراق جموع الشامتين به ... ونظم شملهم يهوي إلى بدد [3]
بموته الأرض من أطرافها نقصت ... فدع مقالك يا هذا ولا تزد
ويا أخا الودّ كابد من تذكّره ... حزنا فقد خلق الإنسان في كبد [4]
إن قصّرت في مراثيه قصائدنا ... فقولنا في رثاه غير مقتصد
رثاه عنّا وجود زال عنه ولم ... يترك به بعده ركنا لمستند
روّى ثراه سحاب العفو منسجما ... فانّ ناديه منّا بالدموع ند
وجاد بالسفح منا من عيون رضا ... مثواه وانهلّ يهمي غير متّئد
صبرا أبا حامد إذ أنت خير أخ ... وارض المقادير ما يجدي أسى الكبد

[1] في ع: وكم تطول.
[2] في ب، ل: فضلّ في الناس.
[3] في ب، ل: إلى مدد.
[4] في ب: من كبد. يشير في عجز البيت إلى الآية 4 من سورة البلد: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ.
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست