responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 265
أبا حامد كنت الفريد الذي له ... فرائد عزّ من فوائده الغرّ [1]
فأقسم ما خلّفت مثلك في الورى ... ويعلم بالتقسيم قولي وبالسّبر
ترحلت عن دنياك للجنّة التي ... وجدت بها ما كنت قدّمت من برّ
أيعجب من خذلان صبري وقد ثوى ... أبو حامد مثوى أخيه أبي نصر [2]
بكته ديار كان روحا لذاتها ... ومذ بان باتت تشتكى ألم الظّرّ
وكان لها أنسا فأصبح ربعها ... بوحشته إذ غاب كالطلل القفر
معاليه في الأنصار حقّق نصرها ... علا من بني النجار زاكية النّجر
لسبك شذى مسك لنسبته لها ... تفوق به طيبا على عنبر الشّحر [3]
هو النيل جودا وهو ستر على الورى ... فمصر أصيبت منه بالنيل والستر
إذا جاد لا يدري الحساب ونفسه ... يحاسبها خوف المعاد على الذرّ
أتى مصر من أرض الحجازين نعيه ... فودّ سميع القوم لو كان ذا وقر
أتى خبر عن موته قالت المنى ... - وقد سمعته- ليته كاذب الخبر
إلى مكّة سارت ركائب قصده ... ليظفر فيها بالعظيم من الأجر
وبالكعبة الغراء كان طوافه ... تلاوته مقرونة فيه بالذكر
وبالحجر الأسنى تكرر لثمه ... ولاذ بذاك الحجر إذ كان ذا حجر [4]
تعلق أحيانا بسود ستورها ... لينعم في الفردوس بالحلل الخضر
وزمزم كم قد فاز منها بشربة ... تقرّب من جنّات عدن ومن نهر
وشدّ رحال العيس من بعد قاصدا ... زيارة قبر المصطفى جلّ من قبر
فنال ثمار العفو من روضة زهت ... على كلّ روض عاطر النور والزّهر
وسافر نحو التّرب في السّفر الذي ... نواه ولم يرجع إلينا مع السّفر
غدت فكرتي خنسا الرثا غير أنّني ... على حمل أثقال الأسى لست من صخر [5]

[1] أبو حامد: كنية بهاء الدين السبكي.
[2] أبو نصر: كنية تاج الدين السبكي، ستأتي ترجمته في القصيدة التالية.
[3] سبك: قرية من أعمال المنوفية نسب اليها البهاء السبكي. (حسن المحاضرة 1/321) . الشحر: بطن الوادي، وساحل البحر بين عمان واليمن. (القاموس المحيط: شحر) .
[4] الحجر (بكسر الحاء) : العقل، وما حواه الحطيم، وهو جانب الكعبة.
[5] خنسا الرثا: يشير إلى الخنساء أشهر شاعرات العرب وقد اشتهرت برثاء أخيها صخر، توفيت سنة 24 هـ.
(الشعر والشعراء 1/260) .
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست