اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 139
أخبرني داود بن أبي هند، عن رجل، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر بن الخطاب:
أن رجلا من الأنصار، خرج إلى مسجد قومه ليشهد العشاء، فاستطير [1] ، فجاءت امرأته إلى عمر، فذكرت ذلك له، فدعا قومه فسألهم عن ذلك، فصدقوها، فأمرها أن تتربص أربع حجج، ثم أتته بعد انقضائهن، فأمرها فتزوجت، ثم قدم زوجها، فصاح بعمر، فقال:
امرأتي لا طلقت، ولا متّ، قال: من ذا، قالوا: الرجل الذي كان من أمره كذا وكذا، فخيّره بين امرأته وبين المهر، وسأله، فقال: ذهب بي حيّ من الجن كفار، فكنت فيهم، قال: فما كان طعامك فيهم، قال: ما لم يذكر اسم الله عليه والفول، حتى غزاهم حيّ مسلمون، فهزموهم فأصابوني في السبي، فقالوا: ما دينك، فقلت: الإسلام، قالوا: أنت على ديننا، إن شئت مكثت عندنا، وإن شئت رددناك إلى قومك، فقلت: ردوني، فبعثوا معي نفرا منهم، أما الليل فيحدثوني وأحدثهم، وأما النهار فاعصار الريح أتبعها، حتى رددت إليكم [2] .
قال ابن جريج: وأما أبو قزعة، فسمعته يقول: إن عمر سأله: أين كنت، قال:
ذهب بي حيّ كفار، فلم يزالوا يدوّروني في الأرض حتى وقعت على أهل بيت فيهم مسلمين، فأخذوني فردوني، قال: ماذا يشار كونا فيه من طعامنا، قال: فيما لا تذكرون اسم الله عليه منها، وفيما سقط، قال عمر: لئن استطعت لا يسقط مني شىء [3] ./
عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن رجل من أهل المدينة: أن عمر بن الخطاب، كان يعزل عن جارية له، فحملت، فشقّ ذلك عليه، وقال: اللهم لا تلحق بآل عمر من ليس منهم، فولدت غلاما أسود، فسألها، فقالت: من راعي الإبل، فاستبشر [4] . عن الثوري عن خالد الحذّاء، عن أبي الوليد قال: اختصم عمّ وأمّ إلى ابن ربيعة الجرمي، فقال: خاصمت فيّ أمي عمي، إلى عليّ، فقال: أمك أحبّ إليك أم عمّك؟ قلت: بل أمي، ثلاث مرات، قال: وكانوا يستحبون الثلاث في كل شىء، فقال لي: أنت مع أمك [5] .
عن ابن جريج قال: سئل عطاء عمّن نكح من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، في أهل الكتاب، فقال: حذيفة بن اليمان [6] . عن ابن جريج قال: أخبرت عن سعيد بن المسيب:
أن عمر بن الخطاب، كتب إلى حذيفة بن اليمان، وهو بالكوفة، ونكح امرأة من أهل [1] استطير: ذهب به بسرعة. (اللسان: طير) . [2] المصنف 7/78. [3] المصنف 7/88. [4] المصنف 6/137. [5] المصدر السابق والصفحة. [6] المصنف للصنعاني 7/177.
اسم الکتاب : المحاضرات والمحاورات المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 139