اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 81
أم اللهيم [1] ، فرمته بأقصد سهامها [2] ، ورهقته [3] بأقطع أيامها، وغافصت [4] غرّته فحطته عن وثابه [5] دون حجّابه، لم يمنعه العزّ الصّتم [6] ، ولا العديد الدّهم [7] ، ثم سحب والله الزمان على آثارهم ذيول البلاء، و؟؟ طخهم بكلاكل الفناء، فأصبحت الآثار هامدة، والعزّة بائدة، وفي ذلك يقول شاعر من غابرهم، شعر: [الخفيف]
اسأل الريح إن أحارت جوابا ... واسألن إن أجاب عنا السحابا
هل جرى ذيل تلك أو جاد هذا ... لأناس أعزّ منّا جنابا
خلق الناس سوقة وعبيدا ... وخلقنا الملوك والأربابا
كان ذو ثاب الهمام ربيعا ... يحسب الناس سيبه إحسابا [8]
يمطر البؤس والنعيم وتندى ... راحتاه مثوية وعقابا
وطئ الأرض بالجنود اقتدارا ... واقتسارا حتى أذلّ الصّعابا
حلّ صرواح فابتنى في ذراه ... حيث أعلى شعافه محرابا [9] [1] أم اللهيم: الداهية، والحمّة، والمنيّة. [2] أقصد السهم: أصاب، والقاصد من السهام: المستوي نحو الرميّة. [3] رهقته: حملته ما لا يطبق. [4] غافصته: فاجأته وأخذته على غرّة، فركبته بمساءة. [5] وثابه: مقعده، وثب في لغة حمير: قعد، يقال: وثب فلان على السرير قعد عليه واستقرّ، والموثبان في لغة حمير: الملك الذي يقعد ويلزم السرير ولا يغزو.
(المعجم الوسيط: وثب) . [6] الصتم: الصلب الشديد [7] الدهم: العدد الكثير
[8] الهمام: السيد الشجاع السخي من الرجال، السيب: العطاء والمعروف والنافلة.
[9] في هامش الأصل وبخط مختلف: (صرواح قصر لهم) .
صرواح: حصن باليمن قرب مأرب، يقال: إنه من بناء سليمان بن داود عليه السلام، وأنشد ابن دريد لبعضهم في أماليه:
حل صرواح فابتنى في ذراه ... حيث أعلى شعافه محرابا
(معجم البلدان- يقاوت: صرواح 3/402) .
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 81