اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 492
يردين ردي العذارى حول رمّته ... كما يطوّف بالحوض اليعاقيب [1]
فجاء يحمل روقيه ويندبه ... وكلّ حيّ إذا ما مات مندوب
[تأويل حديث]
قال المبرد في تأويل حديث النبي صلى الله عليه وعلى آله: (مثل المؤمن مثل الخامة في الزرع تفيئها الريح، ومثل المنافق مثل الأرزة وهي الصنوبرة) [2] ، تأويل هذا أن الريح تميل الخامة [3] وهي الزرع ثم تقوم، والمؤمن إذا مال، إمّا ساهيا، وإما مخطئا رجع، والأرزة [4] إذا أمالتها الريح قلعتها البّتّة، حتى تنجعف [5] ولا تعود إلى حالتها.
قال: ونظيره قول علي بن أبي طالب عليه السلام: «خيركم المفتنّون التوّابون» ، وقال الله عز وجل [186 ظ] : وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ
[6] .
[من شعر السليك]
وأنشدنا المبرد لسليك بن السّلكة: [7] [الوافر]
[1] يردي: ردى الفرس، عدا فرجم الأرض رجما. اليعاقيب: جمع اليعقوب، وهو الحجل. [2] الحديث في مسند أحمد بن حنبل 6/386، صحيح البخاري 7/149، صحيح مسلم، صفات المنافقين 59، 60، المعجم الكبير للطبراني 19/94، 95. [3] الخامة من الزرع: أول ما ينبت على ساق، أو الطاقة الغضة منه، أو الشجرة الغضّة منه. (القاموس المحيط: خوم) . [4] الأرزة: الشجرة الثابتة، والأرز: شجر الصنوبر. (القاموس: أرز) [5] تنجعف: تنقطع.
[6] آل عمران 135. [7] السليك بن عمير السعدي التميمي: والسلكة أمه، فاتك عداء، شاعر أسود، من شياطين الجاهلية، يلقب بالرئبال، كان أدل الناس بالأرض وأعلمهم بمسالكها، له وقائع وأخبار كثيرة، وكان لا يغير على مضر، وإنما يغير على اليمن، فاذا لم يمكنه-
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 492