responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله    الجزء : 1  صفحة : 47
كانوا أهل رهوة [1] لا يستطاع ارتعاؤها، وهضبة لا يرام انتزاؤها [2] في بلدة حمى الله ذمارها، ومنع جارها، قال: فأخبرني عن مآثر العرب في الجاهلية؟
قال: كانت العرب تقول: حمير أرباب الملك، وكندة لباب الملوك، ومذحج أهل الطّعان، وهمدان أحلاس الخيل [3] ، والأزد آساد الناس.
قال: فأخبرني عن الأرضين؟ قال: سلني؟ قال: الهند؟ قال: بحرها درّ، وجبلها ياقوت، وشجرها عود، وورقها عطر، وأهلها طغام [4] ، كقطع الجمام [5] ، قال: فخرسان؟ قال: ماؤها جامد، وعدوها جاهد، قال: فعمان؟
قال: حرّها شديد، وصيدها عتيد، قال: فالبحران؟ [6] قال: كناسة بين المصرين، قال: فاليمن؟ قال: أصل العرب، وأهل البيوتات والحسب، قال:
فمكة؟ قال: رجالها علماء جفاة، ونساؤها كساة عراة، قال: فالمدينة؟ قال:
رسخ العلم فيها، وظهر منها، قال: فالبصرة؟ قال: شتاؤها جليد، وحرها شديد، وماؤها ملح، وحربها صلح، قال: فالكوفة؟ قال: ارتفعت عن حرّ البحر، وسفلت عن برد الشام، فطام ليلها، وكثر خيرها، قال: فواسط؟ قال:
جنّة بين حماة وكنّة، قال: وما حماتها وكنتها؟ [9 ظ] قال: البصرة والكوفة يحسدانها، وما ضرّها ودجلة والزاب [7] يتجاريان با؟؟ فاضة الخير عليها، قال: فالشام؟ قال: عروس بين نسوة جلوس.
قال: ثكلتك أمك يا ابن القرّية، لولا اتباعك لأهل العراق، وقد كنت

[1] الرهوة: المكان المنخفض يجتمع فيه الماء.
[2] انتزاؤها: أخذها، وأكمة نازية: مرتفعة عما حولها.
[3] أحلاس الخيل: ملازمون لظهورها، أو رياضتها.
[4] الطغام: أراذل الناس وأوغادهم.
[5] الجمام: النبت الكثير المنتشر، والجميم: ما غطى الأرض من النبات.
[6] البحران: لعله يريد البحرين فرفعها بالألف.
[7] في الأصل: (الزات) ، وهو تصحيف، قال ياقوت: وبين بغداد وواسط زابان آخرن أيضا، ويسميان الزاب الأعلى والزاب الأسفل، أما الأعلى فهو عند قوسين، وأظن مأخذه من الفرات، ويصب عند زرفامية وقصبة كورة النعمانية على دجلة، وأما الزاب الأسفل من هذين، فقصبته نهر سابس قرب مدينة واسط. (معجم البلدان: الزاب) .
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست