اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 415
ولما رأى الفرزدق درست بن رباط الفقيمي [1] على المنبر، وكان أسود دميما قصيرا، قال: [الطويل]
بكى المنبر الشرقي إذ قام فوقه ... أمير فقيميّ قصير الدوارج [2]
[154 ظ] وقال: [الطويل]
بكى المنبر الشرقيّ والناس إذ رأوا ... أميرا فقيميا قصير القوائم
وإنما كان يعادي بني فقيم لأنهم قتلوا أباه غالبا.
قال أبو عبيدة، قال رجل ليونس بن حبيب [3] : إذا أخذتم في مذاكرة الحديث، وقع عليّ النعاس، قال: فاعلم أنك حمار في مسلاخ إنسان.
قال: ودخل عبد الله بن خازم [4] على عبيد الله بن زياد، وهو يخطر في مشيته، فقال المنذر بن جارود [5] : حرّكه، قال، قال: يا ابن خازم، إنّك [1] في هامش البيان والتبيين 2/284 قوله: ذكر في القاموس أنه كان شاعرا، وفي ديوان الفرزدق ص 142 (ط الصاوي) أن الشعر يقوله لمحمد بن رباط الفقيمي، واستعمله ابن هبيرة على البصرة، فلما صعد المنبر قال: يا بني تميم اتقوا الله وكونوا كما قال الله في كتابه: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال له بعض أصحابه: ليس هذا قول الله، إنما هذا شعر، قال: اسكت، فمن قاله فقد أحسن وأجمل.
[2] لم يرد البيت ولا الذي يليه في ديوان الفرزدق. الدوارج: جمع دارجة، وهي الأرجل. [3] يونس بن حبيب: أبو عبد الرحمن النحوي علّامة الأدب، كان إمام نحاة البصرة في عصره، أخذ عنه سيبويه والكسائي والفراء وغيرهم من الأئمة، من كتبه: (معاني القرآن) ، و (اللغات) ، و (النوادر) ، و (الأمثال) ، توفي سنة 182 هـ.
(وفيات الأعيان 2/416، معجم الأدباء 7/310، نزهة الأدباء ص 59، المزهر 2/231) [4] عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت السلمي البصري: أمير خراسان، له صحبة، كان من أشجع الناس، أسود اللون كثير الشعر، قال البغدادي: هو أحد غربان العرب في الإسلام، له فتوحات وغزوات، ولي إمرة خراسان لبني أمية، وفي أيامه كانت ثورة ابن الزبير، فكتب إليه ابن حازم بطاعته، فأقره على خراسان، توفي سنة 72 هـ.
(الطبري 5/210، المحبر ص 375، تاريخ ابن الأثير 3/102، تهذيب التهذيب 1/411، تاريخ الإسلام 2/434) [5] منذر بن الجارود: بشر بن عمرو العبدي، أمير من السادة الأجواد، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد الجمل مع علي رضي الله عنه، وولاه علي إمرة-
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 415