اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 365
وحدّث هشيم عن العوام [138 و] بن حوشب عن عبد الله بن مسعود، في قول الله جل جلاله: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً
[1] ، قال: حبل الله الجماعة.
وروى سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عليّ، إنها ستكون فتن وسيحاجك قومك) [2] ، قال، قلت: يا رسول الله فما تأمرني؟
قال: (اتبع الكتاب) أو قال: (حكم الكتاب) [3] .
انظر حقّ النظر تعلم أنّ عليا عليه السلام هو الجماعة المأمور بلزومها عند الفتن، لأنه عليه السلام أمر حذيفة في الخبر المتقدم عن الفتنة بلزوم الجماعة والإمام، وأمر عليا عليه السلام عندها باتباع الكتاب وحكمه، لا الجماعة والإمام، لأنه المعنيّ بها، وأوضح الأمر بأنّ قومه سيحاجّونه، إفصاحا عن منازعتهم إياه حقّه، ولم يقل مثل هذا لحذيفة رضي الله عنه، وفي هذا بيان وهدى لمن رفض الهوى.
وحدّث حماد بن يحيى عن الزهري عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(تعمل هذه الأمة برهة بكتاب الله، ثم تعمل برهة بسنّة رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم تعمل بعد ذلك برهة بالرأي، فاذا عملوا بالرأى فقد ضلوا) [4] .
وعن أبي سعيد الخدري، أنّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
[1] آل عمران 103. [2] الحديث في الضعفاء للعقيلي 3/405 بلفظ: (وستحاج قومك) ، الجامع الكبير 2/69 بلفظ: (وسيحاج قومك) . [3] كنز العمال 31551. [4] مجمع الزوائد 1/179، جانع بيان العلم وفضله 2/142، المطالب العالية 3045، كنز العمال 915.
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 365