اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 266
والخلع، وجدّدت كسوة البيت بالشقاق المذهبة المعملة، ومما استبدعته [1] واستغربته خفقان الطبول والبوقات حول البيت عند ذلك.
وسألت شيخا ذا شارة في المسجد الحرام من بني شيبة عن الحجر الأسودما هو؟ قال: الذي صح عندنا عن أشياخنا، أن آدم لما نقم عليه ربه تعالى، بكى كثيرا على خطيئته، ثم شكا بعد دهر إلى ربه الضحى، فأنزلت له من الجنة خيمة تكنّه، فنصبت بمكان الكعبة، ثم شكا ظلمة الليل، فأنزل هذا الحجر، وكانت درة بيضاء تتلألأ نهارا، وتشرق ليلا، فما زالت الأكفّ النّجسة من البشر تلمسه حتي اظلمّ واسودّ كما ترى.
ثم نفرنا إلى المعلاة [2] ، وكان المسير إلى بطن مرّ [3] ، وهي ذات نخل كثير وماء نمير، ومنها إلى عسفان [4] ، والأمر بها أمم [5] لا وجدان ولا عدم،
سنة 407 هـ في مساجد القاهرة، وفتح سجل تكتب فيه أسماء المؤمنين به، فاكتتب من أهل القاهرة سبعة عشر ألفا، وفي سيرته متناقضات عجيبة، يأمر بالشيء ثم يعاقب عليه، ويعلي مرتبة الوزير ثم يقتله، وأسرف في سفك الدماء، فقتل كثيرين من وزرائه وأعيان دولته، واستهتر في أعوامه الأخيرة، وفقد في إحدى الليالي، ويقال إن اخته (ست الملك) دست له رجلين اعتالاه وأخفيا أثره، وأعلن شيعته من الاسماعيلية والدروز أنه اختفى وسيعود، قتل سنة 411 هـ.
(خطط المقريزي 2/285- 289، النجوم الزاهرة 4/176- 246، دائرة المعارف البريطانية 8/603، ابن إياس 1/50، ابن الأثير 108، وفيات الأعيان 2/126، الذريعة 3/445 و 4/227، الأعلام 7/306) [1] استبدعته: اعتبرته بدعة، والبدعة: ما أحدث في الدين وغيره، وهو أمر مستنكر. [2] المعلاة: موضع بين مكة وبدر، بينه وبين بدر الأثيل، والمعلاة من قرى الخرج باليمامة. (ياقوت: المعلاة) [3] بطن مر: من نواحي مكة، عنده يجتمع وادي النخلتين فيصيران واديا واحدا، وبين مرّ وبين مكة خمسة أميال. (ياقوت: بطن مر، ومر) [4] عسفان: منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة، وقيل: بين المسجدين، وهي من مكة على مرحلتين، وقيل: عسفان قرية جامعة بها منبر ونخيل ومزارع، على ستة وثلاثين ميلا من مكة، وهي حد تهامة. (ياقوت: عسفان) [5] الأمم: القريب اليسير والهيّن.
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 266