اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 181
[من حكم الأعراب]
عبد الرحمن عن عمه [1] قال: سمعت أعرابيا يقول: يا ابن أخي، يسار النفس أفضل من يسار المال، فإن لم ترزق غنى فلا تحرمنّ تقوى، فربّ شبعان من النّعم غرثان من الكرم.
عبد الرحمن عن عمّه، قال: أخبرني من سمع أعرابيا يقول لقريب له:
يا ابن عمّ، مالك أسرع [62 و] إلى ما أكره من الماء إلى قراره، ولولا ضني باخائك ما أسرعت إلى عتابك، فقال الآخر: يا ابن عمّ، والله ما أعلم تقصيرا فأقلع، ولا ذنبا فأعتب، ولست أقول إنك كذبت، ولا أني أذنبت.
[عواقب الأمور]
أنشد أبو حاتم: [2] [مجزوء الكامل]
لا تعتبنّ على النوائب ... فالدهر يرغم كلّ عاتب
واصبر على حدثانه ... إنّ الأمور لها عواقب
ما كلّ ما أنكرته ... ورأيت جفوته تعاتب
فالدهر أولى ما صبر ... ت له على رنق المشارب
فلكلّ صافية قذى ... ولكلّ خالصة شوائب
كم فرجة مطوّية ... لك بين أثناء النوائب
ومسرّة قد أقبلت ... من حيث تنتظر المصائب [1] عن عمه: أي الأصمعي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن قريب، سبق التعريف به. [2] أبو حاتم: الراجح أنه أبو حاتم السجستاني، سهل بن محمد بن عثمان الجشمي، من كبار العلماء باللغة والشعر، من أهل البصرة، كان المبرد يلازم القراءة عليه، له كتب كثيرة، منها: كتاب (المعمرين) ، و (ما تلحن فيه العامة) و (الشجر والنبات) ، و (الوحوش) ، و (الشوق إلى الوطن) وغيرها، وله شعر جيد، توفي سنة 248 هـ.
(وفيات الأعيان 1/218، بغية الوعاة ص 256، انباه الرواة 2/58، الفهرست 1/58) .
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 181